الأصابع في دين الإسلام
الأصابع في كتاب الله :
أخبرنا الله أن المنافقين يشبهون الناس الذين يتركون أنفسهم معرضة للموت من الصاعقة وذلك عن طريق وضع أناملهم فى مسامعهم ولا يتحتمون منه بالاختباء خلف جدران حامية منه فى أنهم يتركون حماية أنفسهم من عقاب الله بتركهم جدار الحماية وهو طاعة وحى الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"يجعلون أصابعهم فى آذانهم حذر الموت"
وأخبرنا الله :
أن نوح(ص)دعاه حيث قال:
رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمقصود إلهى إنى أسمعت ناسى ليلا ونهارالرسالة فلم يزدهم إلا فرارا والمقصود فلم يضف لهم بلاغى الرسالة إلا كفرا منهم بالرسالة وهو ما شرحه بقوله :
وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم والمقصود وإنى كلما عرفتهم الرسالة ليطيعوها حتى ترحمهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم والمقصود وضعوا أناملهم فى مسامعهم وبلفظ أخر منعوا أنفسهم من اتباع الرسالة
وهو ما شرحه بألفاظ أخرى حيث قال:
واستغشوا ثيابهم والمقصود حجبوا أنفسهم من الإيمان
وهو ما شرحه بقوله :
وأصروا والمقصود داوموا على الكفر
وهو ما شرحه بقوله :
واستكبروا استكبارا والمقصود وعصوا الرسالة عصيانا
وفى المعنى قال سبحانه :
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا "
وفى الفقه استعمل أهل الفقه الإصبع والأصابع وهو الأنامل أو البنان في عدة مسائل منها :
تخْليل أصابع الْيديْن والرّجْليْن في الْوضوء
وقد اختلفوا القوم في المسألة ما بين موجب للتخليل وما بين محبب فيه وكل فريق منهما له دليل من الروايات وهى روايات كاذبة كما اختلفوا في كون التخليل في اليد والرجل معا أو في اليد فقط
قالت الموسوعة الفقهية في مادة إصبع :
"2 - ذهب الْفقهاء إلى أنّ تخْليل أصابع الْيديْن والرّجْليْن في الْوضوء مطْلوبٌ وجمْهور الْفقهاء على أنّه مسْنونٌ في الْيديْن والرّجْليْن
والْمالكيّة يروْن أنّه واجبٌ في الْيديْن واخْتلفوا في وجوبه في الرّجْليْن. فقال جماعةٌ منْهمْ بالْوجوب، وقال الآْخرون بأنّه مسْنونٌ في الرّجْليْن
والّذين فرّقوا يروْن أنّ التّخْليل في أصابع الرّجْليْن فيه نوْعٌ من الْعسْر. واسْتدلّوا على الْوجوب بما روي عنْ ابْن عبّاسٍ رضي اللّه عنْهما:
أنّه صلّى اللّه عليْه وسلّم قال:
إذا توضّأْت فخلّل بيْن أصابع يديْك ورجْليْك.
واسْتدل الْجمْهور على السّنّيّة بأنّ آية الْوضوء وردتْ مطْلقةً عن التّخْليل "
بالطبع صب الماء أو سقوط الماء على الأصابع أو وضع اليدين أو القدمين فى الماء لا يجعلها تحتاج لتخليل بادخال إصبع مبلول بين كل إصبعين
وتكلم أهل الفقه عن طرق التخليل فذكروا تشبيك أصابع اليدين وذكروا إدخال الخنصر بين أصابع الرجلين حيث نقلت الموسوعة التالى :
"كيْفيّة التّخْليل:
3 - يكْفي في تحقّق التّخْليل أيْ كيْفيّةٍ يخلّل بها بيْن الأْصابع، إلاّ أنّ بعْض الْفقهاء توسّع في بيان الْكيْفيّة، فقالوا: إنّ تخْليل الأْصابع في الْيديْن يكون بتشْبيك أصابع الْيديْن، مع وضْع باطن الْيسْرى على ظاهر الْيمْنى والْعكْس، وفي الرّجْليْن يخلّل بخنْصر يده الْيمْنى، مبْتدئًا بخنْصر رجْله الْيمْنى منْتهيًا بإبْهامها، وفي الْيسْرى يبْتدئ بإبْهامها منْتهيًا بخنْصرها. "
المسألة الثانية إدخال المؤذن إصبعين في أذنيه عند الآذان وهو ما حكته الموسوعة حيث قالت:
"ب - وضْع الأْصابع في الأْذنيْن عنْد الأْذان:
4 - يسنّ أنْ يجْعل الْمؤذّن أصْبعيْه في صماخيْ أذنيْه عنْد الأْذان، لأنّه أجْمع للصّوْت، لقوْله صلّى اللّه عليْه وسلّم لبلالٍ:
اجْعل إصْبعيْك في أذنيْك فإنّه أرْفع لصوْتك."
بالطبع هذه عادة ليس لها أى تأثير في شىء فهى لا تمنع المؤذن من سماع نفسه ولا تقوى صوته وفى أحيانا تكون مؤذية له حيث تجرح أظافره داخل أذنيه وحاليا مكبرات الصوت أغنت عن ذلك
المسألة الثالثة :
استعمال الأصابع في الصلاة وقد ذكروا كراهية التشبيك وفرقعة الأصابع ولم يبيحوا سوى رفع السبابة في التشهد مع أن التشهد كما يقال خارج الصلاة عندهم
وحكت الموسوعة التالى في الموضوع حيث قالت :
"ج - ما يتعلّق بالأْصابع في الصّلاة:
5 - يكْره في الصّلاة تشْبيك الأْصابع، وفرْقعتها، وتحْريكها إلاّ عنْد التّشهّد، فإنّه يرْفع السّبّابة عنْد النّفْي، ويضعها عنْد الإْثْبات."
المسألة الرابعة:
قطع الأصابع فيه القصاص أو الدية وهى عشر دية النفس وهو بألفاظهم :
عشرة من الإبل
وقد ذكرت الموسوعة أقوالهم حيث قالت :
" د - قطْع الأْصابع:
6 - قطْع الإْصْبع الأْصْليّة إنْ كان عمْدًا ففيه الْقصاص، وإنْ كان خطأً ففيه الدّية، وهي عشْر دية النّفْس، أمّا إذا كانتْ زائدةً ففيها حكومة عدْلٍ عنْد جمْهور الْفقهاء. ويرى الْمالكيّة أنّها إنْ كانتْ في قوّة الإْصْبع الأْصْليّة ففيها دية الإْصْبع"
بالطبع الدية في كتاب الله غير محددة المقدار وهى تعتمد على وضع الجانى المالى فإن كان لديه مال كثير وجب وجود دية كبيرة وإن كان ليس لديه مال فالدية هى صوم شهرين في قتل كل الأعضاء أو أقل في حالة اتلاف عضو واحد
وفى المعنى قال سبحانه :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|