فوائد من أقوال أهل العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{فوائد من أقوال أهل العلم،
فائدة➊}
التوبة - وما معناها
قال الإمام ابن منظور- رحمه الله:-
وتاب إلى الله يتوب توبا ، وتوبة ومتابا :
أناب، ورجع عن المعصية إلى الطاعة"،
وتاب الله عليه: وفقه لها، ورجل تواب : تائب إلى الله، والله تواب : يتوب على عبده."
[لسان العرب- (١/٢٣٣)]
قال الإمام ابن حجر- رحمه الله:
والتوبة ترك الذنب على أحد الأوجه ، وفي الشرع :
ترك الذنب ؛ لقبحه ، والندم على فعله ،
والعزم على عدم العود ، ورد المظلمة إن كانت ،
أو طلب البراءة من صاحبها ، وهي أبلغ وجوه الاعتذار."
[فتح الباري- (١١/١٠٦)]
قال الإمام القرطبي- رحمه الله:-
هي الندم بالقلب، وترك المعصية في الحال،
والعزم على ألا يعود إلى مثلها، وأن يكون ذلك حياء من الله."
[القرطبي- (٥/ ٨٥)]
قال الإمام ابن القيم- رحمه الله:
التوبة هي : الندم على ما سلف منه في الماضي
والإقلاع عنه في الحال والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل."
[مدارج السالكين- (١/ ١٨٢)]
قال الإمام الطبري- رحمه الله:-
التوبة بمعنى: ترك سيئة والابتعاد عنها
وهو أبلغ من سترهم لأنه يستلزم بقاءها،
أو هي الندم على ما كان من الفعل القبيح
والعزم أنك لا تعود إلى ما كنت عليه من حال الإصرار ،
معنى: "الإصرار"
السكوت على الذنب وترك الاستغفار."
[تفسير الطبري- (٧/٢٢٤)]
•┈┈•┈┈•⊰ فوائد ⊱•┈┈•┈┈•
{فوائد من أقوال أهل العلم،
فائدة➋}
التوبة - وحقيقتها
قال الإمام ابن القيم- رحمه الله:-
التوبة هي حقيقة دين الإسلام والدين كُلُّه داخل في مُسمَّى التوبة،
وبهذا استحقّ التائب أن يكون حبيبَ الله،
فإن الله يحبُّ التوَّابين ويحبُّ المتطهرين؛
وإنما يحبُّ الله من فعل ما أمَر به، وترك ما نَهى عنه،
لأن التوبة هي الرجوع ممَّا يكرهه الله ظاهرًا وباطنا
إلى ما يحبُّه ظاهرا وباطنا ،
ولولا أن التوبة اسمٌ جامعٌ لشرائع الإسلام
وحقائق الإيمان لم يكن الربُّ تعالى
يفرَح بتوبة عبده ذلك الفرح العظيم."
[مدارج السالكين- (1/ 333)]
قال الإمام ابن القيم- رحمه الله:-
حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب،
وترك ما يكره؛ فهي رجوع من مكروه إلى محبوب؛
فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها،
والرجوع عن المكروه الجزء الآخر" وقال:
"التوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا."
[مدارج السالكين- (١/٣١٣)]
قال الإمام ابن مفلح- رحمه الله:-
فصل في حقيقة التوبة وشروطها؛
والتوبة هي : الندم على ما مضى من المعاصي والذنوب،
والعزم على تركها دائما لله عز وجل لا لأجل نفع الدنيا أو أذى ،
وأن لا تكون عن إكراه أو إلجاء ،
بل اختيارا حال التكليف."
[الآداب الشرعية- (1/ 84)]
•┈┈•┈┈•⊰ فوائد ⊱•┈┈•┈┈•
{فوائد من أقوال أهل العلم،
فائدة➌}
تاب من الزنا ومصر على الخمر؟
قال الإمام النووي- رحمه الله تعالى:
وتصح التوبة من ذنب، وإن كان مصرا على ذنب آخر،
وإذا تاب توبة صحيحة بشروطها، ثم عاود ذلك الذنب ،
كتب عليه ذلك الذنب الثاني، ولم تبطل توبته،
هذا مذهب أهل السنة في المسألتين،
وخالفت المعتزلة فيهما ، قال أصحابنا :
ولو تكررت التوبة ومعاودة الذنب صحت."
[شرح مسلم- (60-59/ 17)]
قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله:-
وهل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟
للعلماء في هذا ثلاثة أقوال: الأول : أنها تصح ، والثاني :
أنها تصح إن كان الذنب من غير *****، والثالث:
لا تصح، والصحيح ؛ أنها تصح من ذنب مع الإصرار على غيره،
لكن لا يستحق اسم التائبين على سبيل الإطلاق ؛
فلا يستحق وصف التائب ، ولا يدخل في مدح التائبين؛
لأن توبته مقيدة من هذا الذنب المعين، ومثال ذلك :
إذا تاب رجل من الزنا لكنه يتتبع النساء بالنظر المحرم فإن توبته من الزنا تصح على القول الراجح؛
لكن لا يستحق وصف التائب على سبيل الإطلاق،
وعلى القول بأنها تصح إذا كانت من غير ***** :
فإنها لا تصح، وإذا تاب من الزنا مع الإصرار على الربا فإنها تصح ؛ لأن الربا ليس من جنسه."
[تفسير القرآن- (4/161)]
قال الإمام القرطبي- رحمه الله:-
وتصح - التوبة - من ذنب مع الإقامة على غيره من غير نوعه،
خلافاً للمعتزلة في قولهم: لا يكون تائباً من أقام على ذنب.
ولا فرق بين معصية ومعصية هذا مذهب أهل السنة."
[الجامع لأحكام القرآن- (5/ 90)]*
قال الإمام القرطبي- رحمه الله:
وتصح من بعض ذنوبه في الأصح خلافاً للمعتزلة؛
نعم لا تصح التوبة من ذنب أصر على مثله
مثل أن يتوب من زناه يوم كذا أو في فلانة
وهو مُصر على الزنا بغيرها أو بها؛
وإنما تاب من الزنا الذي صدر منه أولاً دون ما يفعله في المستقبل؛
فهو مُصر على أصل فعل الزنا فلا تقبل توبته منه حينئذ والله أعلم."
[غذاء الألباب- (4/ 207)]
•┈┈•┈┈•⊰ ⊱•┈┈•┈┈•
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|