هل كان مجرّد حلم حصريا منتديات حلب الشهباء

هل كان مجرّد حلم !!
كان الظلام دامسًا وقتها* كانت تلك أحد الليالي التي لا يظهر فيها القمر إلا متأخرًا* وبشكلٍ غريبٍ أيضًا كانت النجوم خافتة* لهذا جانب مني يظن أن ما رأيته كان حقيقة* بينما جانب آخر يفكر بأنني كنت أتوهم؛ وقتها كنت أشعر بالتعب لأني أنم لـ ثلاثة أيامٍ متواصلة. عندما أفكر بالأمر أكثر يبدو لي أن كلا الأمرين صحيح؛ لهذا أشعر بالحيرة بعض الشيء! حدث هذا عندما سكنت في تلك الشقة !
وبما أنني فكرت بالانتقال بشكل دائم لهذه المدينة* فقد كنت مهتما باختيار مكان للعيش فيه 
فكرت أن أجد مكانا مناسبا يكون قريبا من مكان عملي* وأن يكون بقربه سوبر ماركت* وماذا أيضا؟!
حسنٌ* الشرط الأول هو أن يكون رخيص الثمن قدر الإمكان. 

وبما أن الأولوية الأولى هي القدرة على تحمل التكاليف* فمن المحتمل أن تكون العقارات قديمة وتم بناؤها لسنوات عديدة...

　وهذا ما حصل لقد كانت الشقة التي اخترتها قديمة جدا.
الغرفة بحجم معقول والحمام صغير وتوجد غرفة معيشة قديمة جدا جدارها متآكل لكن لا بأس بها أنها شقة مقبولة لشخص يعيش وحيدا.
　كما أن واجهة المبنى باهتة والسلالم الخارجية خفيفة وصدئة ويتردد منها صدى صوت معدني جاف ورخيص
لن أكون لوحدي -بالتأكيد- فهناك رجل آخر يعيش في هذا المبنى أنه هادئ ولم يحاول التحدث معي غير مرة نظر فيها إلي أثناء نقل أمتعتي ثم أدار ظهره عني دون اهتمام.
مضى أسبوع واحد منذ أن انتقلت لكن بدأت بعدها أشياء غريبة تحدث
فعندما أعود إلى المنزل* أغفو فجأة 
لا أتحدث عن تلك الغفوة الطبيعية
لقد عدت مرة إلى المنزل ومعي العشاء في يدي* قمت بتسخينه في الميكروويف* وبدلت ملابسي* لا أذكر ما حصل بعدها فقد وجدت نفسي مستلقيا عند باب شقتي!
في وقت آخر عندما وصلت إلى المنزل* ذهبت إلى غرفة المعيشة* قمت بتشغيل التلفاز وتمتمت: "أنا متعب اليوم"* وبعد ذلك مباشرة فقدت الوعي.
عندما استيقظت وجدت نفسي مستلقيا في حوض الاستحمام ولا أزال حاملا جهاز التحكم في يدي!
كل يوم أغفو فجأة وعندما استيقظ أجد أن الوقت قد مر سريعا* وان مكاني قد تغير
أن هذا يحدث كل يوم أعود فيها إلى شقتي ومع ذلك لا أشعر بأي سوء سوى أني أعاني في بعض الأحيان من ألم في الوركين أو الظهر من وضعية نومي الغريبة.
فكرت بأني قد أكون مصابا بأي مرض لكن عندما استشرت الطبيب أكد لي بأني لا أعاني من شيء وقد أخبرني أنه ربما يكون ذلك نتيجة التوتر بسبب تغير المكان والوظيفة* لم أقتنع كثيرا بكلامه لكن على كل حال لا يوجد تفسير آخر

بعد مرور ثلاثة شهور من انتقالي وفي أحد الأيام فتحت عيني ووجدت نفسي في مكان مختلف* لكني بعيد عن شقتي أنا في غابة لا أحد بها هنا غيري* وجدت نفسي بوسط أشجار متعددة الأحجام نظرت إلى السماء وشعرت كم أنا صغير جدا في هذا المكان

بدأت أسمع أصوات العصافير وصوت خرير الماء* كان من الطبيعي أن أكون خائفا لكن الهدوء في هذا المكان يشعرني بالطمأنينة* وأنا أسير جرحت يدي بغصن إحدى الشجيرات والغريب أني شعرت بالألم! هذا -بالطبع- ليس بحلم لأني أشعر بكل شيء حولي* أشعر حتى بالهواء وهو يلامس وجهي* رغم تساؤلاتي الكثيرة عن سبب وجودي هنا إلا أني أحببت أن أخوض تجربة واستكشف المكان* مشيت حتى وصلت إلى النهر رأيت فتاة جالسة عند النهر كانت مغمضة عينيها وكأنها في عالم آخر حينما اقتربت فتحت عينيها وقد شعرت بوجودي* نظرت إلي مطولًا حتى أحسست بالحرج واعتذرت ان كنت قد أزعجتها وتراجعت للخلف
: انتظر!
توقفت مكاني وأنا أراها تقف وتقترب بخطواتها الهادئة تجاهي
قالت لي بابتسامة ناعمة: لقد كنت أنتظرك حتى تجدني
لم أفهم ما كانت تقصده فهذه أول مرة أراها فيها
سألتها إن كنا قد التقينا من قبل
لم تجب لكنها اقتربت أكثر وهي تنظر إلى عيني وأردفت قائلة هل أحببت المكان؟
لم تنتظر مني اجابة بل قامت بسحبي من يدي * كانت يدها باردة جدا أشعرتني بقشعريرة غريبة * بدأت تسير بخطوات مسرعة حتى بدأنا نركض وبلا شعور وجدت نفسي احلق في السماء وانا ممسك بيدها

فجأة شعرت بأن جسمي قد انتفض وكأن روحي عادت إلى جسدي* فتحت عيني وإذا بي مستلق في غرفتي!
لقد أدركت أنه كان مجرد حلم
لكنه حلم غريب ولم أشعر أبدا بأنه حلم
حينما أردت النهوض شعرت بألم في يدي في المكان الذي جرحت فيه لكن لا أثر لأي إصابة

بدأت تتكرر علي مثل هذه الأحلام مرة كل أسبوع أو أسبوعين* وفي كل مرة أرى فيها نفسي في مكان مختلف
وفي كل حلم أرى نفس الفتاة* لم تخبرني قط باسمها حتى أني لم أفكر يوما في سؤالها فقد كانت تلك الأحلام قصيرة تكاد تكون مجرد ثوان وكنت أشعر بالنشوة ومتعة المغامرة لذلك لم أكن أفكر في شيء سوى أني لا أرغب بالاستيقاظ سريعا

أصبحت تراودني تلك الأحلام في فترات متقاربة جدا* بعد أن كانت مرة في كل أسبوعين* الآن أراها مرة كل يومين أو ثلاثة
من الممتع جدا أن أشهد عالما آخر وأسافر كل يوم لمكان مختلف حتى لو كان مجرد حلم
في أحد الأيام رأيت شيئا مختلفا
تلك الفتاة أخذت بي إلى قبو المبنى الذي أعيش فيه كان مظلما جدا أخبرتني أنها تسكن هناك* أحسست بشيء بارد يلامس جسدي
رأيت شخصا واقفا! لا الشخص الذي بدا وكأنه واقف كان في الواقع ملقى على الأرض مغطى بالدماء* أطرافه غير موجودة
سحبت من يدي نحوه بسرعة
توقفي لا لا
كان آخر ما رأيته قبل أن استيقظ هو وجه الجثة المشوهة حينما فتحت عينيها ونظرت إلي
خرجت مسرعا من شقتي حافي القدمين وأنا أركض قاصدا سلالم المبنى للخروج اصطدمت بأحدهم
فتحت عيني فإذا هو بجاري
ماذا بك! هل أنت بخير!
: آه نعم لا
كنت أحاول إخفاء خوفي وارتباكي

تماسكت وعدت أدراجي دون أن أنطق بأي كلمة أخرى
تكرر ذلك الحلم في عدة أيام مما جعلني أقاوم تلك الأحلام
فقد بدأت تلك الأحلام تأخذ مجرى آخر أصبحت أحلامي مرعبة ومخيفة* بدأت أوقظ نفسي قبل الدخول بالحلم ومعرفة أين أنا
كنت أقاوم أكثر وأكثر وفي كل مرة كنت أرى تلك الفتاة في حلم كنت أفعل أي شيء حتى أستيقظ
هل علي أن انتقل إلى مكان آخر في اقرب وقت !!

بعد ذلك توقفت تلك الأحلام وشعرت بالراحة بعض الشيء
في تلك المدة تعرفت أكثر على جاري الوحيد
لقد كان رجل في الثلاثين من عمره* اسمه كرم يعيش وحيدًا بعد أن تخلت زوجته عنه من أجل رجل آخر* لقد كان دائم الحديث عن زوجته في كل مرة نلتقي فيها وكيف أنه لم يستطع نسيانها
حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم
رأيت كرم عند مدخل المبنى
كرم : هل لديك أي خطط غدا؟
: لا
: إذًا ما رأيك أن أدعوك للسهر في منزلي الليلة ؟
: لا بأس بما أن إجازتي في اليوم التالي فقد وافقت أو لنقل بأني كنت أهرب من النوم في شقتي وأتيحت لي الفرصة
ويبدو بأنه لم يكن مخططًا لتلك السهرة رغم دعوته لي و-كعادته- لم يتوقف عن الحديث عن زوجته* كان بائسًا وقد دمعت عيناه* يبدو بأنه كان قلقًا من تضجري واقترح أن يذهب إلى المتجر لشراء بعض الأشياء
كرم : سوف اذهب لشراء بعض الوجبات الخفيفة
: اه نعم* حسنًا

خرج من الباب وتركني خلفه في شقته
يبدو بأني في موقف محرج فلم يكن من المفترض أن أوافق بهذه السرعة واتركه يذهب -بمفرده-
شعرت بالملل وبدأت بتفحص المكان
يا لهذا المبنى القديم* هل يمكن لأحد أن يعيش هنا!
بابتسامة ساخرة للأسف أنا أفعل
فجأة أظلمت رؤيتي
جسدي متصلب وكنت أحاول جاهدا أن أحرك أطرافي دون جدوى* دب الذعر إلى قلبي وكنت خائفا بشدة هل أصبت بالشلل! هل عادت تلك الأحلام!
كان الأمر مؤلما حينما استيقظت فقد تم صفعي وهزي بقوة
احمد استيقظ * استيقظ
كان صوتًا مألوفًا * هل هو جاري كرم !
: احمد هل خلدت الى النوم ؟!
اجبت وانا نصف نائم آه انا اسف في الآونة الأخيرة أصبح هذا يحدث فجأة في الليل مثل الآن

أحضر لي كرم الماء وطلب مني أن أقوم بغسل وجهي لتناول الوجبات الخفيفة قبل أن يطلب مني الراحة ولعله ظن بأن جسدي مرهق واحتاج إلى النوم
تناولنا الوجبات الخفيفة ويبدو بأني قد غفوت حقا للمرة الثانية
في هذه المرة استيقظت على صوت
مثل جسم حاد يضرب شيئا بقوة وكأنه صوت كعب عال
لقد تغير الصوت
لقد كان صوتا تذكرت سماعه. 
إنه صوت خطى صعود الدرج...
الصوت مرتفع جدا لدرجة أنه يؤلم رأسي
لم أجد كرم في الغرفة ربما يكون في الحمام أو في المطبخ سمعت أنه يعمل -بمفرده- فمن يمكن أن يأتي في ليلة كهذه؟!
اسمع صوت تقليب مقبض الباب مرارًا وتكرارا.
هل يعقل أنه على علاقة بامرأة!
لا لا يمكن أن يكون هذا النوع من الرجال فقلبه مخلصٌ لزوجته حتى بعد رحيلها
ظهرت على وجهي ابتسامة سخرية بشكل تلقائيّ لكن سرعان ما أدركت أنَّ الوضع الَّذي أنا فيه سيء
تساءلت عمَّا إذا كانت تلك المرأة لا تعلم بوجودي وأنَّها على موعد سرِّيّ به
هل تحمل مفتاحًا ! يبدو بأنَّه لا تملك مفتاح لذلك لم يفتح الباب* ربَّما سوف تتَّصل به الآن * لن أتدخَّل وأحرجه سأنتظر هنا بكلِّ فضول حتَّى أرى ماذا يحصل

اسمع صوتًا ! يبدو بأنَّ الباب قد فتح
صدر صوت ! صوت فتح الباب وإغلاقه
إنها تدخل وتخلع كعبيها بدأت أسمع صوت خطى الأقدام حافيةً في الرَّدهة متَّجهةً إلى الغرفة * أنا لا أراها لكنِّي أشعر - بالتَّأكيد - بشيء يقترب من الغرفة
توقَّفت الخطى فجأة وقبل أن أفكِّر فيما يحدث بدأت بالتَّراجع وانحسرت خطوات المرأة من الرَّدهة إلى الدَّرج الخارجيِّ
هل خرجت ! ألقيت نظرة خاطفة على الرَّدهة * لا يوجد أحد هناك
قمت بإغلاق الباب بإحكام وتأكَّدت من وضع سلسلة الأمان ثمَّ عدت إلى الغرفة وجلست وظهري مستند على الحائط أتساءل عمَّا إذا كانت المرأة الَّتي دخلت علمت بوجود شخص آخر وغادرت بهدوء .
لا* هذا غريب !
فكرت مرة أخرى * لم تتحدث المرأة على الإطلاق عند المدخل أو في الردهة. 
　حتى لو لم تكن علاقة بين رجل وامرأة* فمن المستحيل ألا تقول كلمة واحدة مثل "مساء الخير" أو "هل أنت هنا؟" 
هناك خطأ ما !
مرة اخرى
نفس الصوت والحركة كما كان من قبل جاء من الخارج
كانت تدير مقبض الباب بقوة
لقد فتحت الباب! بغض النظر عن اقفالي الباب بالمفتاح لكن -بالتأكيد- يستحيل ان تنفصل السلسلة
شعرت بالعرق يتصبب من ظهري على الحائط. 
　لم يكن الأمر منطقيا* لكنني اعتقدت أنه شيء من خارج هذا العالم.
قررت أن ألقي نظرة فليس هناك مكان للاختباء. ومن الرعب الاختباء في هذه الحالة* سيكون من الأفضل أن اتمكن من رؤية مايحدث بوضوح ولعله كرم يحاول ان يصنع لي مقلبا رغم اني لا استطيع تخيل ذلك! 
　رفعت رأسي من على الحائط ونظرت من الجانب إلى الحد الفاصل بين الردهة وغرفة المعيشة...
لا احد لا يوجد احد !
لكن الصوت لا يختفي
إنها تقترب أشعر بذلك حتى لو لم أكن أراها
توقف الصوت عند باب الغرفة بعد ذلك لقد دخل شيئ يشبه الوجه
حاولت الهروب لكني رأيتها من خلال المرآة وفقدت وعيي
عندما استيقظت وجدت نفسي في قبو المنزل
كان جسدي كله قاسٍ وعضلاتي متصلبة* والخوف يسري في دمي
المكان خالٍ تمامًا وضوء القمر يسطع من خلال فتحة صغيرة في أعلى الغرفة
ألقيت نظرة خاطفة على زوايا الغرفة ولاحظت وجود جسم مربع بجوار الحائط غير واضح
لم أستطع التفكير في إي شيء لذلك صرخت -بطبيعة الحال- وقمت بالاستنجاد
تحرر جسدي قليلا ونهضت مسرعا ابحث عن أي مخرج*
كان الباب الوحيد الموجود في ذلك القبو مغلق بإحكام* حاولت كسره وصرخت
هل من احد !
هل يسمعني احد !

شعرت بوجود جسم خلفي
حينما نظرت كان كرم هو من يقف خلفي
لم أشعر بالسعادة أو الارتياح* فكيف أشعر بالراحة وقد دعاني إلى شقته لأجد نفسي بعدها في هذا القبو المغلق!
راودتني في لحظة كل الأفكار المرعبة وصرخت بصوت عال
من تكون أنت يا هذا!
ماذا تفعل بإحضاري لهذا المكان!
اقتربت منه بكل قوتي لألكمه على وجهه لكن حصل شيء غريب ! ما الذي يحصل!

كان يبدو وكأنه نائم* رقبته مائلة مغمض العينين وقدماه تطفوان من على الأرض
تراجعت للخلف وبدأت بالصراخ ساعدوني
فجأة أحسست بشيء يمسك جسدي بقوة وكأن شيئا ينكمش على أضلعي
سقطت على ركبتي من شدة الخوف وكنت أرى كرم أمامي يتحرك جسده رغما عنه وكأن أحدا يتحكم به
ذهب إلى زاوية الغرفة واقترب مني وهو يحمل سكينًا في يده
هذه النهاية! لا بد من أنها نهايتي
رفع كرم سكينه وأغمضت عيناي بشدة فجسدي لم يكن يستجيب لي
أحسست بتناثر الدم على وجهي
فتحت عيني ووجدته قد قام بقطع أحد أطرافه
كان المشهد مخيفًا
جسده يطفو ويده مقطوعة يسيل منها الدم ويبدو بأنه لم يكتف فقد حاول رفع يده الأخرى ليقطع إحدى ساقية
صرخت بأعلى صوت حتى فقدت وعيي
استيقظت ووجدت نفسي نائما في غرفة
ويبدو بأني قد أخذت إلى المشفى ولا أذكر أي شيء مما حصل
بعد تحسن حالتي استجوبتني الشرطة وعلمت بعدها بأنهم قد وجدوني في قبو المنزل بعد أن أبلغ أحد الجيران عن سماع أصوات مريبة في القبو

أخبروني أني كنت فاقدا للوعي وقد تمكنوا من إسعاف كرم في لحظاته الأخيرة
وبعد التحري اكتشفوا بوجود جثة لامرأة في ذلك القبو قد شوهت وقطعت أطرافها ودفنت في نفس المكان ومضى عليها وقت طويل
لكن كانت الصدمة حينما علمت أن كرم اعترف بجريمته وان تلك الجثة تعود إلى زوجته التي قام بقتلها في لحظة غضب وأخفى آثار جريمته!
هل كانت تلك المرأة التي أراها هي روح زوجته!
لا أعلم ولا أريد أن أعلم
بعد خروجي من المشفى انتقلت على الفور إلى شقة أخرى
ولم تحدث أي أحداث غريبة أو غير عادية منذ انتقالي
وماذا أيضا؟
بالتأكيد لن أبحث عن مكان قديم ورخيص مرة أخرى

خالد الشاعر معجب بهذا

سرد في قمة الروعة والجمال
سلمتي علي جمال موضوعك
لكى خالص تحياتى
خ ـالد الشاعر

تاج النساء معجب بهذا