ادب العلم والتعلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم ،احترت ماذا أكتب خاصة مع تزامن الموسم الدراسي
،مع بداية العام الهجري الجديد جعله الله عام خير،ورحمة ،وقرب من الله تعالى
،ويكون أفضل للجميع .
أحببت أن أكتب عن ادأب العلم والتعلم ، ووجدت في كتاب الله تعالى شرح وافي
يغني المرء عن أي محاضرة أو جامعة او أكادمية أن تعلمه إياه .
وذلك في ايات اغلب المسلمون (إن لم يكن جميعهم) يقرئونها كل يوم الجمعة
فقد وَرَدَ في سورة الكهف في شأنِ آدابِ المتعلم نبيِّ الله موسى - عليه السلام- مع العبد الصالح
الخَضِر ، وكيف ضربَ أرْوعَ الأمثلة وأسمى نموذج للمتعلِّم الحريصِ على الاستزادة من العلم؛ حيث
أخبَره الله بأن هناك مَنْ هو أدْرى منه بأمور لم يُحِطْ بها علمًا، حينها قصد موسى -عليه السلام –
الخَضِرَ، طالبًا منه العلمَ في تواضعٍ وتلطُّفٍ وأدب رفيع، ووجد موسى في الخَضِر المعلِّمَ القدوة الذي وهبه الله العلم النافع.
العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان :
1- علم مكتسب يدركه العبد بجهده واجتهاده .
2-علم يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله : ( وعلمناه من لدنا علمًا ) .
- الرحلة في طلب العلم مهما بعُدت المسافاتُ وطالت المدة؛
قال تعالى:
﴿ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾
- تحمُّل وعْثاء السفر وتكبُّد مشاقِّه في طلب العلم.
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾
- رغبة المتعلِّم في التعلُّم وتواضعُه
قال تعالى: ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾
- صبر المتعلِّم وامتثاله لأوامر معلِّمه.
﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾
- التأدب مع المعلم ، وخطاب المتعلم إياه بألطف خطاب ، لقول موسى - عليه السلام –
﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾
- تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه.
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }
أي: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمك الله، ما به أسترشد وأهتدي، وأعرف به الحق في تلك القضايا؟ وكان الخضر، قد أعطاه الله من الإلهام والكرامة،
ما به يحصل له الاطلاع على بواطن كثير من الأشياء التي خفيت، حتى على موسى -عليه السلام-
(تفسير السعدي).
(قال له موسى هل أتبعك)
سؤال بتلطف ، لا على وجه الإلزام والإجبار . وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم .
وقوله:[أتبعك] أي : أصحبك وأرافقك ،
( على أن تعلمني مما علمت رشدا ) أي : مما علمك الله شيئا ، أسترشد به في أمري ، من علم نافع وعمل صالح .
(تفسير ابن كثير).
- أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير ، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطريق الخير
فإنه من العلم النافع ،وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارًا أو ليس فيه فائدة.
- المشهود له بالخُلُق والكفاءة العلميَّة.
قال تعالى: ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾
- تحفيز المعلِّم للمتعلِّم، وإرشاده إلى التعمُّق في العلم واكتساب طرق الاستنباط
،وعدم الاقتصار على ما هو ظاهر.
قال تعالى:
﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾
- الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء حتى يعرف المقصود
والمراد منه .
- استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه
بقوله:[فأردت أن أعيبها ] .
وأما الخير فأضافه إلى الله تعالى لقوله :
( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ).
- قدوة المعلِّم في الفعل والسلوك، مع نسبة العلم لله
قال تعالى: ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾
أي: إنَّ ما حدَث من خرقِ السفينة، وقتل الغلام، وإِقامة الجدار
- ليس صادرًا عن رأيي واجتهادي، بل فعلتُه بأمر الله وإلهامه.

خالد الشاعر معجب بهذا