الله وحده هو الغنيُّ - منتدى حلب الشهباء

 ننتظر تسجيلك هـنـا



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-07-2024
https://up.r-oubi.com/do.php?img=312
عبير الليل غير متواجد حالياً
أوسمتي
 عضويتي » 113
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (03:08 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 186 [ + ]
تقييمآتي » 50
الاعجابات المتلقاة » 63
الشكر المتلقاة » 3
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » عبير الليل will become famous soon enough
مشروبك  » مشروبك   freez
قناتك  » قناتك   mbc
ناديك  » اشجع ahli
سيارتي  » اشجع TOYOTA
مَزآجِي  » مزاجي لا اله الا الله
 آوسِمتي »
163977589016421 الله وحده هو الغنيُّ



الحمد لله، الحمد لله الذي جَعَلَ حبَّه أشرفَ المكاسب، وأعظم المواهب، أحمَده سبحانه وأشكره على نعمة المطاعم والمشارب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزَّه عن النقائص والمعايب، خلق الإنسان من ماء دافقٍ، يخرج من بين الصُّلْب والتَّرائب، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى الهدى والنور، وطهارة النفس من المثالب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي سبيل النجاة والفلاح؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الرحمن، إن من أسماء الله تعالى الغَنِيَّ، وهو دالٌّ على غِناه المطلَق بكل صنوف الغِنى، كما أنه دالٌّ على فَقْرِ الخلائق كلها فقرًا مطلقًا إليه تبارك وتعالى، وهذا من معاني (الصمد) وهو الذي يفتقر إليه كل شيء، ويستغني عن كل شيء، بل الأشياء مفتقرة إليه من جهة ربوبيته، ومن جهة إلهيته؛ فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون له لا يصلح ولا ينفع ولا يدوم؛ وهذا تحقيق قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

ودخل عثمان أو غيره على ابن مسعود وهو مريض، فقال: كيف تجدك؟ قال: أجدني مردودًا إلى الله مولاي الحق[1]، وقال سهل بن عبدالله: "ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظُ من الدعوى، ولا طريق أقرب إليه من الافتقار"[2].

وتأمل حال هذا الإنسان العجيب ومِزاجه الغريب في جَهْلِهِ مع عجزه، واستغنائه مع فقره، ورجوعه بعد فراره وكفره؛ قال سبحانه وبحمده: ﴿ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 49 - 51].

قال الحافظ ابن كثير: "يقول تعالى: لا يمل الإنسان من دعائه ربَّه بالخير؛ وهو: المال، وصحة الجسم، وغير ذلك، وإن مسه الشر وهو البلاء أو الفقر ﴿ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ [فصلت: 49]؛ أي: يقع في ذهنه أنه لا يتهيأ له بعد هذا خير، ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي ﴾ [فصلت: 50]؛ أي: إذا أصابه خيرٌ ورزق بعدما كان في شدة، ليقولن: هذا لي، إني كنت أستحقه عند ربي، ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ [فصلت: 50]؛ أي: يكفُر بقيام الساعة، أي: لأجل أنه خُوِّل نعمة يفخَر، ويبطَر، ويكفُر؛ كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7].

ثم قال: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ﴾ [فصلت: 51]؛ أي: أعرض عن الطاعة، واستكبر عن الانقياد لأوامر الله عز وجل؛ كقوله تعالى: ﴿ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ﴾ [الذاريات: 39]، ﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ ﴾ [فصلت: 51]؛ أي: الشدة، ﴿ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51]؛ أي: يُطيل المسألة في الشيء الواحد"[3].

وتدبَّر قولَ الله تعالى مبيِّنًا ضعفَ البشر، وأنهم ليسوا في حقيقتهم بشيء، إن خذلهم ربهم ووكلهم إلى ضعفهم وفقرهم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، "فيخبر تعالى بغنائه عما سواه، وبافتقار المخلوقات كلها إليه، وتذلُّلها بين يديه؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [فاطر: 15]؛ أي: هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو الغني عنهم بالذات؛ ولهذا قال: ﴿ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]؛ أي: هو المنفرد بالغِنى وحده لا شريك له، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله، ويقدِّره ويشرِّعه"[4].

معاشر الحنفاء: "ليس في الكائنات ما يسكن العبد إليه، ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه، إلا الله سبحانه، ومن عَبَدَ غير الله، وإن أحبَّه، وحصل له به مودة في الحياة الدنيا، ونوع من اللذة، فهو مَفسدة لصاحبه أعظم من مفسدة التذاذ أكل طعام المسموم: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22]، فإن قِوامهما بأن تُؤلِّه الإلهَ الحقَّ، فلو كان فيهما آلهة غير الله لم يكن إلهًا حقًّا؛ إذ الله لا سَمِيَّ له ولا مِثْلَ له، فكانت تفسد لانتفاء ما به صلاحها، هذا من جهة الإلهية، وأما من جهة الربوبية فشيء آخر.

ولو حصل للعبد لذَّات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي تنعَّم به والتذَّ غيرَ مُنعِّم له ولا ملتذٍّ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضره ذلك، وأما إلهه فلا بد له منه في كل حال وكل وقت، وأينما كان فهو معه؛ ولهذا قال إمامنا إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾ [الأنعام: 76]، وكانت أعظم آية في القرآن الكريم: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وهذا أمر عظيم جدًّا، حرِيٌّ بكل مؤمن عابد ملاحظته وتذكُّرُه على الدوام، فبعبادة ربه تكون حياته، فلا قِوامَ له إلا بها.

وفي صحيح مسلم وغيره عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يُبيِّض وجوهنا، ويُدخلنا الجنة، ويُجِرْنا من النار؟ قال: فيُكشف الحجاب، فينظرون إليه سبحانه، فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه، وهو الزيادة))[5] ، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم مع كمال تنعُّمهم بما أعطاهم الله في الجنة، لم يُعْطِهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه، وإنما يكون أحب إليهم لأن تنعُّمَهم وتلذُّذَهم به أعظم من التنعم والتلذذ بغيره، فإن اللذة تتبع الشعور بالمحبوب، فكلما كان الشيء أحب إلى الإنسان، كان حصوله ألذَّ له، وتنعُّمُه به أعظمَ.



 توقيع : عبير الليل


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها عبير الليل
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
قتل الفئران أم قتل الإنسان إسلامي سر حياتي 3 176 04-28-2024 03:04 AM
اضطرابات الأكل قسم الصحة - الطب والطب البديل• 2 155 04-28-2024 12:04 AM
تشيز رينجو حلويات شرقية 1 213 04-27-2024 05:37 PM
بلوزة تصميم منقول تصاميم منقولة 1 193 04-27-2024 05:13 PM
رحلة جوية في سماء مدينة دمشق الشام الشام دمشق 0 162 04-17-2024 02:42 AM

قديم 03-17-2024   #2


الصورة الرمزية خالد الشاعر

 عضويتي » 31
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (08:31 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 20,980
تقييمآتي » 12990
الاعجابات المتلقاة » 947
الشكر المتلقاة » 92
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب ♔
 التقييم » خالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك  »مشروبك 7up
قناتك  » قناتك mbc
ناديك  » اشجع naser
سيارتي  » سيارتك TOYOTA
مَزآجِي  » مزاجي لا اله الا الله
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »

خالد الشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الله وحده هو الغنيُّ



جزاكي الله خير الجزاء
ربي يجعله بميزان حسناتك
لكي خالص تحياتى




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العبقرية في كتاب الله عبير الليل علوم القرآن الكريم ~• 3 03-23-2024 07:33 PM
يا من أعرض عن الله عطر الشذى إسلامي سر حياتي 1 03-06-2024 06:53 PM
تلك قلوب هاجرت إلى الله عبير الليل إسلامي سر حياتي 4 03-06-2024 06:47 PM
الرزق على الله Mc Nabulsy إسلامي سر حياتي 7 03-06-2024 06:29 PM
دعواتكم الله يجازيكم عازف الاحلام حصريات يوتيوب 6 05-19-2023 06:33 PM


كل ماينشر في الموقع لا يمثل الإدارة باي شيء وإنما يمثل صاحبه أو صاحبته


Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون