لماذا سميَّا شهر مضان
لماذا سميَّا شهر مضان
أما تسمية رمضان فجاءت من الأصل «رمَض» وهي شدة الحر، حيث وافق رمضان وقت حر شديد؛ فأُطلق عليه هذا الاسم. والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين، حيث أن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش فيكون جوفه رمِضاَ.
شهرُ رَمَضَانَ (والجمع: رَمَضانات وأرمضاء وأرمضة ورماضين)
هو الشهرُ التاسعُ في التقويم الهجري الذي يلي شهر شعبان
يعتبر هذا الشهر مميزًا عند المسلمين وذو مكانة خاصة
عن باقي شهور السنة الهجرية
فهو شهر الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام
يمتنع المسلمون في أيامه ( إلا لعُذرٌ شرعي)
عن تناول الطعام والشراب والمغذيات
ويتجنبون محظورات تبطل الصوم
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
يبدأ شهر رمضان مع بداية الشهر القمري الجديد
وترسم بدايته إما بثبوت رؤية الهلال في مساء اليوم 29 من شعبان
وعليه يكون اليوم الموالي هو أول أيام رمضان
أو بعد اليوم المتمم (اليوم 30) لشهر شعبان
في حال عدم ثبوت رؤيته. أيام رمضان
مثل غيره من الأشهر القمرية، تمتد ل 29 يومًا أو 30
وينتهي أيضًا بثبوت رؤية هلال شهر قمري جديد
وعند انقضاء رمضان، يحتفل المسلمون في أول يوم من شوال بعيد الفطر.
لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين
لما شهده من أحداث؛ أبرزها بداية نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، في ليلة من أواخر الشهر هي ليلة القدر
يؤمن المسلمون بأنها أفضل من ألف شهر
يرتبط شهر رمضان أيضًا عند المسلمين بالعديد من الشعائر الدينية مثل:
صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر
والعديد من العادات والتقاليد مثل دعوة الآخرين
على الإفطار وإقامة موائد للإفطار والتصدق على المحتاجين
وتنتشر العديد من المظاهر التراثية المرتبطة بهالشهر مثل:
الفانوس والزينة ومدفع رمضان
وتعود إلى الواجهة أيضًا شخصيات مثل المسحراتي والحكواتي
ومأكولات وبعض الحلوى والتي يتم تناولها عقب الإفطار
أصل كلمة رمضان
اسم رمضان تداوله العرب قبل الإسلام وبعثة النبي محمد
فالاسم كان موجوداً منذ الجاهلية
حيث كان الناس يسمُّون أشهر السنة حسب وقت وقوعها
في الوقت الذي تمت فيه التسمية أو حسب نوع الشهر
فمثلاً شهر ذي الحجة:
سُمِّيَ كذلك لأن يكون فيه موسم الحج
ويحج المسلمون فيه، وشهر ربيع الأول:
سُمي كذلك لأنه وقع وقت تسميته كان في فصل الربيع
وهكذا
أما تسمية رمضان
فجاءت من الأصل «رمَض»
وهي شدة الحر
حيث وافق رمضان وقت حر شديد؛ فأُطلق عليه هذا الاسم
والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين
حيث أن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش
فيكون جوفه رمِضاَ
يختلف نطق كلمة رمضان
من لغة أو دولة إلى أخرى
فبعض الدول مثل إيران
بنجلاديش باكستان وتركيا
تستبدل حرف «ض» لينطق «ظ».
وقد تعددت أقوال أهل اللغة وتباينت الآراء
في اسم شهر رمضان
وسبب تسميته بذلك وهي كالآتي:
أنّه كان موافقاً للحرّ الشديد عندما نُقِلت أسماء الشهور من اللغة القديمة
ما فيه من حرق لذنوب العبد ومعاصيه
أي يغفر الله لعبده فيه
أنّ جوف الصائم يشتد حره فيه من شدة الجوع والعطش
لأن قلوب العباد تخشى ربها فيه
فتأخذ فيه من حرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة
كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس
لأنه يرمض الذنوب
أي يحرقها بالأعمال الصالحة
فكلمة (رمضان)
مصدر لـ (رمض)
إذا احترق
أو من مُنطلق غسلها بالأعمال الصالحة
فقد قالوا أنه مأخوذ من الرميض
وهو السحاب والمطر في آخر القيظ وأول الخريف
فسمي رميضاً لأنه يدرء سخونة الشمس
وهكذا رمضان يغسل الأبدان من الآثام
لأن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه
أي يحشدونها ويجهزونها
استعدادا للحرب في شهر شوال
وقد ذكر «ابن دريد»:
لما نقلت أسماء الشهور عن اللغة القديمة
سموها بالأزمنة التي وقعت فيها
فوافق هذا الشهر شدة الحر
وقيل بل لأن وجوب صومه صادف شدة الحر
وقيل الصوم فيه عبادة قديمة فكأنهم سموه بذلك
لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته
كما سموه (ناتقًا) ذكر ذلك الماوردي والزمخشري وغيرهم
لأنه ينتقهم أي يزعجهم بشدته عليهم
والقول بأن رمضان مشتق من الرمض أي الحر
حكاه كذلك الأصمعي عن أبي عمرو
ونحوًا من هذا قولهم في سبب تسميته:
لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والفكرة
في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة
من حر الشمس والرمضاء الحجارة المحماة
في حين ذهب فريق في عدم وجود علاقة
ين رمضان والحرّ الشديد؛ ذلك أنّ رمضان هو أحد الأشهر القمريّة
لا الشمسيّة فهو ينتقل بين فصول السنة من ربيع
أو خريف، أو صيف أو شتاء
ولا ينحصر مجيئه في فصل الصيف
فقط؛ أي مع اشتداد الحرّ فالرمضاء التي هي أصل كلمة رمضان
يُقصَد بها اشتداد حَرّ الظمأ
لا اشتداد حَرّ الشمس ويكون العطش في فصول السنة جميعها
مع وجود الصيام، ولا يقتصر على الصيف فقط،
وهذا الأرجح حيث كان قبل الإسلام يسمى «تاتل»
ومعناها شخص يغترف الماء من بئر أو عين، وهذا يدل
كما يقول العالم محمود الفلكي
على أن هذا الشهر كان من شهور الشتاء
كما يدل عليه اسم آخر له
هو «زاهر»، وقيل في هذه التسمية:
إن هلاله كان يوافق مجيئه وقت ازدهار النبات
عند العرب في البادية في الجاهلية الأولى
ولا يكون الزرع مزدهرًا إلا إذا وجد المطر.
وله العديد من المسميات والتي تذكر في الكثير من البلدان العربية
والتي تتمثل في جوهر هذا الشهر
وتلك الأسماء:
شهر الله، شهر الصبر، شهر الصيام، شهر الإسلام، شهر الطهور، شهر التمحيص، شهر القيام، شهر نزول القرآن، شهر الغفران، ربيع الفقراء
فضل شهر رمضان عند المسلمين
سورةالبقرة، آية 185
وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
التي تتحدث عن فضل شهر رمضان
وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء تأدية هذا الركن من أركان الإسلام
فمن أفضال شهر رمضان المبارك
ففيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبوابُ النيران
وتُصفد مردة الشياطين أي كِبارها
فيكونُ للمُسْلِمُ الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي
والتقرب من الله تعالى بالعبادات والطاعات
التي تقربه من الجنة وتبعده عن النار
عن أبي هريرة، قال رسول الله ﷺ:
«إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ»
ابن ماجه
ورمضان هو شهر فرض الله صيامه وهو شهر غفران الذنوب
وكسب الثواب والرضى والتقرب من الله
وإجابة الدعوات
لقول الله تعالى
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦﴾ [البقرة:185–186]
ورمضان هو شهر نزول القرآن وذلك في ليلةً تعتبر أعظم ليلة في السنة
وهي ليلة القدر وهي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر
ف في سورة القدر:
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١﴾ [القدر:1]
وفي سورة الدخان: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣﴾ [الدخان:3]. ورمضان شهر الجود والكرم والإحسان
وشهر تلاوة القرآن والإكثار من الصدقات وهو شهر الصبر
فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم
ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها
ولهذا كان الصوم نصف الصبر
وجزاء الصبر الجنة
قال تعالى:
﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠﴾ [الزمر:10]
على الرغم من أن المسلمين أُمروا أول مرة بالصوم
في السنة الثانية للهجرة (624 م)
إلا أنهم يعتقدون أن ممارسة الصيام ليست في الحقيقة ابتكارًا للتوحيد
بل كانت دائمًا ضرورية للمؤمنين
للوصول إلى التقوى (الخوف من الله)
ويشيرون إلى حقيقة أن الوثنيين خلال عصر الجاهلية
في مكة الإسلامية في اليوم العاشر من محرم للتكفير
عن الخطيئة وتجنب الجفاف
يتبع
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|