|
|
اصحاب المنتدى |
|
أدوات الموضوع
![]() |
إبحث في الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
الحمد لله الذي أمر بصلة الأرحام وجعلها من أعظم القربات* وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له* وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله* صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: عباد الله* أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى* فهي وصية الله للأولين والآخرين {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131]. أيها الأخوة: لما نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]* دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرَيْشًا* فَاجْتَمَعُوا* فَعَمَّ وَخَصَّ* فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا بَنِي هَاشِمٍ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ* أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ* يَا فَاطِمَةُ* أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ* فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا* غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا»[1]؛ أي: إن لكم قرابة سأصلها بصلتها وبالإحسان إليها* ولكني لا أغني عنكم من الله شيئًا* وهذا هو حال المسلم؛ لما يفيض قلبه محبةً ورأفةً ورحمةً على جميع خلق الله* فيرجو لهم الخير* ويدفع عنهم الشر والأذى ما استطاع* وخاصة ذوي القربى. أيهاالأحبة: صلة الرحم من أعظم ما أمر الله به عباده المؤمنين* فهي طريق لرضاه* وسبب لبركة الأعمار وزيادة الأرزاق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ* وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ* فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[2] وقد قرن الله صلة الرحم بعبادته فقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]* وهذا دليل على عظم شأنها وعلو مكانتها عند الله. أيها الأحبة: قد يُبتلى الإنسان ببعض الأذى أو الإساءة من أقاربه* وقد يجد مشقة في صلتهم* لكن الصبر على ذلك من أعظم الأعمال عند الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ* وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»[3]. فالصبر على أذى الأقارب عبادة عظيمة تثقل ميزان العبد يوم القيامة* وتُطهِّر قلبه من الحقد والبغضاء* وترفع درجته عند ربه. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة* فقد كان يصل رحمه برغم ما لقيه من أذى من بعض أقاربه* بل كان يدعو لهم بالهداية والمغفرة. أيهاالأحبة: التسامح خُلُق نبيل يجب أن يترسخ في قلوبنا* خاصة مع أقاربنا وأرحامنا. يقول الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]* فإذا أردت أن يغفر الله لك* فسامح من أساء إليك* وتجاوز عن زلات القريب* واحتسب ذلك عند الله. واعلم أن العفو عن القريب يجلب الألفة* ويزيل العداوة* ويجمع القلوب على المحبة والتراحم. أيهاالمسلمون: من أروع قصص النجاح في صلة الرحم ما حدث بين نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته. فقد ألقوه في البئر* وحاولوا قتله* ثم باعوه بثمن بخس* ورغم ذلك عندما التقى بهم بعد سنين طويلة قال لهم: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92]. انظروا كيف سامح يوسف عليه السلام إخوته* وكيف جمعهم الله من بعد فُرقة* وجعل ذلك سببًا في سعادتهم جميعًا. وفي زماننا* كم من أُسر عادت لها المودة بعد سنوات من القطيعة بسبب كلمة طيبة أو موقف كريم من أحد أفرادها. إن بناء المجتمعات يبدأ من إصلاح الأسرة* وصلة الرحم هي الأساس لذلك الإصلاح. أيهاالأحبة: أذكركم ونفسي بعظم أجر صلة الرحم* وبأنها سبب في رضا الله وتكفير السيئات. فلنبدأ اليوم بزيارة أو اتصال أو رسالة طيبة لمن بيننا وبينهم قطيعة* ولنصلح ذات البين* ولنجعل التسامح خُلُقنا الدائم. وإنه لعِظَمِ مكانة صلة الرحم في الدين* كانت أفضل الصدقات الصدقةَ على ذوي الرحم والقربى فعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ* وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»[4]. عباد الله* إذا كانت صلة الرحم لها هذه المكانة في الدين وهذا الشأن العظيم* فإن القطيعة أمرها خطير* وشرها مستطير* ونذير شؤم على صاحبها* فقد ورد في صحيح مسلم من حديث مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ* أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ»[5] وحسب قاطع الرحم بلاءً وشقاءً وحرمانًا ألَّا يُرفَع له عملٌ* فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ* فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ»[6] [7].
[1] أخرجه مسلم في صحيحه (204). [2] أخرجه البخاري (5986)* ومسلم (2557). [3] أخرجه البخاري في صحيحه(5991). [4] أخرجه النسائي في سننه (2582)* وصححه الألباني في المشكاة (1939). [5] أخرجه مسلم في صحيحه (5984). [6] أخرجه أحمد في مسنده (10272)* وحسن إسناده محققو المسند ط: الرسالة. [7] بتصرف من خطبة في الألوكة بعنوان صلة الرحم ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
![]() |
|||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
![]() |
طفل المسلم | 2 | 765 | 12-20-2024 03:14 AM | |
![]() |
قسم الثقافة ومعلومات مفيدة | 2 | 577 | 12-18-2024 02:50 AM | |
![]() |
الحوار والنقاش• | 1 | 537 | 12-18-2024 02:47 AM | |
![]() |
نفحات اسلامية | 4 | 599 | 12-13-2024 02:04 AM | |
![]() |
نفحات اسلامية | 4 | 590 | 12-12-2024 09:38 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص من التراث العراقي/الرجل الصالح والمراة الفاسدة | ناطق العبيدي | عالم القصة والرواية المنقولة | 1 | 12-05-2024 12:07 AM |
الأمانة في القول والعمل : قصص .. وأثرها على الفرد والمجتمع | براءةقلب | عالم القصة والرواية المنقولة | 4 | 11-12-2024 05:00 PM |
معنى الرحم و صلة الرحم | تاج النساء | نفحات اسلامية | 4 | 10-31-2024 01:40 PM |
الفرق بين الرحم المزدوج والرحم ذو القرنين | طبيبة الشهباء | الصحة و الطب والطب البديل• | 3 | 06-30-2024 09:15 PM |
صلة الرحم والتحذير من قطيعتها | تاج النساء | نفحات اسلامية | 2 | 05-15-2024 01:02 PM |