احذر النسخة الكاذبة
جاءني ابني الفتى وقال لي ما الحب !
فهمت عمّ يسأل ولكني أخذته معي لما أريد .
قلت له : إيّاك دائما ونسخة الحبّ الكاذب والتي تتبع كلّ ما نحب !أينما أحببت ومن أحببت َ تأكد أنّك لست من الكاذبين .
قال: كيف؟
قلت : لا تكن رذيلا أبدا
الحب صمغنا يربطنا بالعالَم ولا نعيش لحظة من دون الحب.
أو نكون في نسخته الثانية الكاذبة .
التي هي مثل الظلام بالنسبة للنور .
أينما نظرت هناك حب أو نفاق .
وهو وجه الحبّ الآخر .
قال: كيف أعرفهما ؟
قلت : حين لا تحبّ غير نفسك فأنت منافق يّدعي الحب ؟
ليأخذ من الآخرين ما بأيديهم ومن يعيشون في الظلام لا يحبّون شيئا !
أرأيت الجنديّ في ساحة المعارك هذا يمشي وينتظر في كلّ لحظة تلك الرصاصة التي تقتله .
ويقع في أرضه في لحظة واحدة هل تحسبه محبا أم منافقا
من سيموت بعد ساعة لا ينافق هو محبّ و أكبر مقدساته الحق وأنا أمام الجنديّ فقط .
أقفُ أرتجفُ هكذا .
أقول هل يعرف الحق .
سيقول : نعم .
أقول أهو الحق الحقّ أم هو الباطل تلك النسخة الثانية من الحق الكاذب الذي تزيّنه نفسه .
حتى حسب أهل الأرض الحق باطلا والباطل حقا .
غاب الله عن الحياة .
قال: وكيف أعرف هذا الحق الغامض !!
قلت من يعرف الله يعرف الحق .
لأنه لا يعرف هذا الحق الصادق إلّا الله لا نعرفه نحن البشر .
أقول لك: انتبه دائما للنسختين ولا تخلط بينهما تجد نفسك مع الشيطان ولا تشعر بالغضاضة والإثم .
ولا تجد فرقا بعد حين بين النور والظلام .
صدقني هناك خائنون يحسبون أنفسهم أمناء لأنهم بعد غياب الله صارت أنفسهم هي أكبر ما يعشقون …..وظالمون يقولون عن أنفسهم عادلين .
يظن الظالم العدل بعد غياب الله ان يكون الناس كما يشاء هو.
لأنّه الأقوى .
والعدل والحق والحبّ قيم الله ولا تسأل عنها الّا الله .
الحق لا يعرفه إلّا الله و من لا يحب الله وقد أعطاه يديد وعينيه وكلّ حياته لا يحبّ أحدا ولا نعدل إلّا ونحن قريبون من الله
نخاف منه.
عبدالحليم الطيطي