#1
|
|||||||
|
|||||||
اجعل الله صاحبا واترك الناس جانبا
( إجعل الله صاحباً وأترك الناس جانباً )
اللهم صلَّ و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .. اجعل الله صاحبا .... ودعِ الناس َ جانبا ... قال : صحبة غير الله ضياع ..ثم حسرة الأبد .. فاجعل الله صاحبا ، ودعِ الناسَ جانبا ... قلت : ما ليَ بدٌ من الخلق .. قال : فاصحبْ من يعينك على طاعة الله سبحانه ، ويشدك إليه ، ويربطك به .. وانبذ عنكَ من يشغلك عن ربك جل جلاله .. ووطن نفسك على أن كل من شغلك عن ربك ، ولو ساعة من نهار أو ليل ، فإنما هو قاطع طريق ليس إلا .. وهل يعقل أن تصاحب قاطع طريق ، ويميل إليه قلبك ؟ .. قلت : كثيراً ما اضطر إلى صحبة أمثال هؤلاء .. بسبب ظروف عمل أو صلات قرابة ، أو جوار أو دراسة ونحو ذلك .. قال : المضطر يأكل الميتة ، ولكن بقدرٍ ولا يزيد .. وهؤلاء كن معهم بقالبك ، أما قلبك فيبقى مشدوداً إلى الله سبحانه . قلت : هذه تتعسر عليّ .. قال : أولاً وطن نفسك على أن هذا هو ميدان مجاهدتك لنفسك ، فإن صدقت الله في هذه المجاهدة ، ساق إليك الخير من حيث لا تحتسب كما قال : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .. ثم ذكّر نفسك دائماً : أنك ترغب أن تربح على الناس ،على أن يربحوا هم عليك .. قلت : زدني توضيحاً .. قال : اعلم أنه إذا انتصبت هذه الفكرة في عقلك واستقرت فيه ، فإنك لا تتعامل مع أحد إلا وأنت عازم على أن تربح عليه ما يزيدك قربا من ربك ، وليس العكس .. وهذا يجعلك تتعامل معه بما يكون سببا في زيادة رصيدك عند ربك سبحانه . وهناك ما هو أعجب من ذلك .. قلت : ما هو ؟ قال : إذا صدقت في هذا ، وأحسنت مجاهدة نفسك في هذه الدائرة ، وجدت صداها وبركتها بوضوح ، هذه واحدة ، والثانية : أن عدوى هذه البركة ستسري إلى الطرف الآخر إن كان فيه خيراً ، شعر بذلك أو لم يشعر ..وبهذا تكون قد ربحت مرتين .. قلت : هذا كلام جديد والله أسمعه لأول مرة ..فجزاك الله عني خيراً .. قال : المعاني التي تحرك القلوب إلى الله وتهيجها لمزيد من القرب منه ، تبقى جديدة أبداً ، وكلما أعدتها ازدادت صقلاً .. وكلما انفعلت معها وأنت تتحدث عنها ، شعر الطرف الآخر كأنه يسمعها لأول مرة .. قلت : الله أكبر .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .. قال : نعم هو ما تقول .. ولكن الله جعل أسبابا وسن سنناً ، ومن عمل بتلك الأسباب ، وسار على تلك السنن ، منحه الكثير ، وأعطاه أكثر مما وعده .. قلت : أسأل الله أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته .. قال : فاحمد الله إذن حمداً كثيراً على أن يسر لك مثل هذه المعاني ، في الوقت الذي حرمها غيرك وهم بالملايين ...! قلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه كما يحب ربي ويرضى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
اخر 5 مواضيع التي كتبها احساس القوافي | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
مجلة حلب الشهباء العدد الأول | مجلة حلب الشهباء | 0 | 66 | 05-26-2024 06:34 PM | |
سُورَةُ الغَاشِيَةِ | علوم القرآن الكريم | 0 | 74 | 05-26-2024 06:24 PM | |
حلب تحترق | المقالات الحصرية | 0 | 75 | 05-26-2024 06:21 PM | |
رمضان.. أدركوه قبل أن يرحل | الخيمة الرمضانية~• | 5 | 3125 | 03-19-2023 02:54 PM | |
من حكمة المنان في فريضة الصيام | الخيمة الرمضانية~• | 5 | 2718 | 03-19-2023 02:49 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل الرفق في معاملة الناس | بنت الرافدين | نفحات اسلامية | 17 | 06-12-2023 05:28 AM |