مناجات الأوطان إلى متى الخذلان

مناجات الأوطان
إلى متى الخذلان

لا أعلم متى بدأت حكايتى
والغيوم تكونت والسماء أمطرت
والرياح تسارعت والرعد تجلجل
وزاد الصوت والأمطار تناثرت
على حديقة بيتى وزجاج نافذتى
والخوف اعترانى وصوت الرعد أفزعنى
جوٌ ماطر شديد البروده
فأشعلت النار فى مدفئتى حتى هدئت أوصالى
ومع فنجان قهوتى بدأت أسترجع دكرياتى
وأنا جالسة أمام مدفئتى فى أناجى الذكريات
فقالت لى خواطرى .. هل من السهل
أن تبنى لنفسك قصورا فاقت كل الخيال ؟
يحيط بها الزهور وشتلات الياسمين
وبفضائها اسراب البلابل والعصافير
التى تصدح انشودة الصباح
وفى السماء تغرد بأعذب الألحان
ومن حولها أجل الأزهار
وحين داعب الليل بفخفتاته نسيم البحر العليل
ورغم نزول المطر الشديد
راودتنى أفكارٌ وأفكار وتعمقت بمشاعرى
فسألت نفسى
وقلت حائرةً لماذا عدت لذكرياتى
أفتش عن أيام وسنونَ وأحداث مضت ؟
مغلفة بالأحزان والهموم
فلم يعد للفرح فيها مكان
إنه توب السواد توشحتوهُ
وتوجته الأنين والبكاء وكـــ أنه مهجعى
ولكن الألم ما زال يعتصرنىوالأنين والبكاء يلازمنى
على من هدمت بيتهم وقطعت أسادهم تنهشها الكلاب
على الأمهات الثكالا
والأطفال الرضع وعلى كل
شابٍ وفتاه وكهل فارق الحياه
أنه حالنا وحال من دافع عن أرضه وعرضه
ومقدساته وعن وطنه
فكان الهلاك والدمار على مرئى ومسمع كل الأوطان
ولكن لم نرى إلا الخذلان

بقلمى
روزانا السعدى

رهين الشوق ,مينا ,سلطان الزين معجبون بهذا