منتدى حلب الشهباء - عرض مشاركة واحدة - ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-07-2023
خالد الشاعر غير متواجد حالياً
أوسمتي
 عضويتي » 31
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (08:31 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 20,980 [ + ]
تقييمآتي » 12990
الاعجابات المتلقاة » 947
الشكر المتلقاة » 92
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب ♔
 التقييم » خالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك  » قناتك   mbc
ناديك  » اشجع naser
سيارتي  » اشجع TOYOTA
مَزآجِي  » مزاجي لا اله الا الله
 آوسِمتي »
افتراضي ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار



- [ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]([1]) .
‏بيّن اللَّه جلّ في علاه في كتابه (الذكر الحكيم) دعوات لأهل الهمم القليلة ، وأصحاب الحظوظ الدنيوية يسألون حظ الدنيا فقط : [ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ] ([2]) .
‏ثم ثنّى ـ بأصحاب الهمم العالية الذين يسألون خيري الدنيا‏ والآخرة، ‏وذكر سبحانه هذه الدعوة في سياق الثناء والتبجيل في كتابه الكريم تعليماً لنا في التأسي والعمل بالتنزيل بملازمتها مع فهم معانيها ومضامينها، وما حوته من جوامع الكلم الطيب، مع ‏قلّة المباني، وعظيم المعاني.
فقدموا توسلهم بأجمل الأسامي والصفات: (ربنا) : نداء فيه إقرار بالربوبية ‏العامة للَّه تعالى المستلزمة لتوحيده في الألوهية، فجمعوا بين أنواع التوحيد التزاماً وتضمناً، وهم يستحضرون كذلك ربوبيته الخاصة لخيار خلقه الذين رباهم بلطفه، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، ‏وهذا متضمن لافتقارهم إلى ربهم، وأنهم لا يقدرون على تربية نفوسهم من كل وجه، فليس لهم غير ربهم يتولاهم، ويصلح أمورهم)) ([3]) .
‏لهذا ينبغي للداعي أن يستحضر هذه المعاني الجميلة من ربوبيته تعالى العامة لكل الخلق، وربوبيته الخاصة، فإن ذلك يوجب للعبد الخشوع والخضوع، وتذوق حلاوة المناجاة، والدعاء التي لا يعادلها أي شيء من المحبوبات .
[ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً ] : سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ‏ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك)) ([4]) .
[ وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ]: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات)) ([5]) ، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك : ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب)) ([6]) ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة .
[ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام)) ([7])، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة)) ([8]) ، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) [ أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ] ([9]) .
‏ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته كما أخبر بذلك أنس أنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ([10]) .
‏واقتدى بذلك أنس ، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به ([11]) ، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة ، ثم قال : ((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله))([12]) .
‏تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها :
1- يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.
2- ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة : وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا [ وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] .
3- أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية (قنا) ؛ لقول اللَّه ، وتأسيّاً برسولنا .
4- ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية .
5- ((أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة .
6- أن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة)) .
7- من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة : [ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ] ، والرهبة : [ قِنَا عَذَابَ النَّارِ ] حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء .
8- أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، ‏فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ‏ودنياه، وآخرته .
فعلى العبد ملازمة هذه الدعوة اتباعاً .
([1]) سورة البقرة، الآية: 201.
([2]) سورة البقرة، الآية: 200.
([3]) المواهب الربانية للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي، ص 124.
([4]) تفسير ابن كثير، 1/ 343.
([5]) ابن جرير الطبري، 1/ 553.
([6]) ابن كثير، 1/ 342.
([7]) المصدر السابق.
([8]) تفسير القرطبي، 1/ 786.
([9]) سورة البقرة، الآية: 202.
([10]) انظر: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة)، 8/ 83، برقم 6398، ومسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.
([11]) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.
([12]) فتح الباري، 11/ 229.
والله اعلم



 توقيع : خالد الشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها خالد الشاعر
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
ماهو الحيوان الذي يستطيع اخراج معدته للخارج الـحَـيـوَآنـآتُ 1 1716 02-26-2024 08:52 AM
الْغَنِيُّ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ... إسلامي سر حياتي 5 1499 01-15-2024 02:39 PM
حال أمتنا إسلامي سر حياتي 3 1227 01-15-2024 02:35 PM
من فقه البر إسلامي سر حياتي 1 1153 01-15-2024 02:33 PM