منتدى حلب الشهباء - عرض مشاركة واحدة - نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-22-2023
بنت الرافدين غير متواجد حالياً
SMS ~
 عضويتي » 38
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » 10-19-2023 (04:52 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 7,102 [ + ]
تقييمآتي » 2508
الاعجابات المتلقاة » 554
الشكر المتلقاة » 58
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » بنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond reputeبنت الرافدين has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   7up
قناتك  » قناتك   action
ناديك  » اشجع ithad
سيارتي  » اشجع TOYOTA
مَزآجِي  » مزاجي لا اله الا الله
أس ام أس ~
افتراضي نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم



نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم


ما جاء في القرآن الكريم من صفات نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام:

مما لا شك فيه أن أنبياء الله عز وجل هم صَفْوَة خَلْقه، وأسيادُهم، وخِيْرَة البَشَر جميعًا، وأَكْمَلُهم. وقد أَثْنَى الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على كثير منهم بجَمِيل الصِّفات، وعَظيم الشَّمائل، وكريم الأخلاق، وجَلِيْل النُّعُوت، وما يعقوب عليه السلام إلا نبي من خِيْرة أنبياء الله سبحانه وتعالى، ورسول من أكرم رُسُله عز وجل.



قال تعالى مُبَيِّنًا حِرْص هذا النبي الكريم على أن يُوصي أبناءه بالتَّمَسُّك بتوحيد الله تعالى، وإسْلام الوجه له، حتى في آخر لحََظات عُمره، وهو يَجُود بنَفْسِه على فِراش الموت: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة:132-133].



وأمرنا الله عز وجل بالتَّمَسُّك بمِلَّة يعقوب عليه السلام - وهي مِلَّة الإسلام التي دان بها جميع أنبياء الله ورسله ودَعَوا إليها - في قوله سبحانه: ﴿ وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة:135-136].



وبَيَّن نَبِيُّ الله يوسف عليه السلام فَضْل الله على أبيه يعقوب عليه السلام، بتَنْزِيهه عن الوقوع في أَدْران الشِّرْك، فقال فيما حَكاه الله تعالى عنه: ﴿ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ﴾ [يوسف:38].



ونَفَى اللهُ تبارك وتعالى عن نَبِيِّه يعقوب عليه السلام وَصْف اليهودية، أو النَّصْرانية، وبَرَّأه من ذلك، فقال: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة:140].



وأَخْبَرَنا عَزَّ وجَلَّ عَمَّا كان من تَوارُث النُّبَوَّة والدِّيْن في آل يعقوب عليه السلام زَمنًا طويلًا، فيما حَكاه من دُعاء نَبِيِّه زكريا عليه السلام حين قال: ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم:5-6].



وأمرنا الله سبحانه بأن نَجْهَر بالإيمان بما أُنْزِل على أنبياء الله تعالى جميعًا، ومنهم هذا النبي الكريم، قال تعالى: ﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:84].



وأخبر الله تعالى نَبِيَّه صلى الله عليه وسلم أن الوَحْي الذي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم هو عين الوحي الذي نزل على من قبله من الأنبياء، ومنهم يعقوب عليه السلام، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء:163].



وقد بَشَّرَت ملائكةُ الله تعالى سارَّةَ زَوْج إبراهيم عليه السلام، بأنها سيُوْلَد لها وَلَدٌ اسمه إسحاق عليه السلام، وأنه سيكون لإسحاق عليه السلام وَلَدٌ يَخْلُفُه في حياتها، وحياة زَوْجِها، وهو يعقوب عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [هود:71]، فيعقوب عليه السلام داخِلٌ في هذه البِشارة.



وأوضح الله تعالى كيف امْتَنَّ على خَليله إبراهيم بأن وَهَبه إسحاق، ومن ورائه يعقوب عليهم السلام جميعًا، وأنه تعالى أنعم عليهم بالهداية، ووصفهما وغيرهما من الأنبياء من ذرية نوح عليهم بالإحسان والصلاح، قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الأنعام:83 - 85].



وأخبر تعالى أنه امْتَنَّ على خَليله عليه السلام بهذين النبيين الكريمين: إسحاق ولده، ويعقوب ولد ولده، مُجازاة له على اعتزاله لقومه الذين يعبدون الأوثان من دون الله تعالى، ووَهَب له، ولذُرِّيَّته الذَّكْر الحَسَن، والثناء الجميل، بعد النُّبوة والكتاب، قال تبارك وتعالى: ﴿ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم:49-50].



وقال سبحانه عن تلك الهِبة: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت:27].



وكَرَّر الله تعالى ذِكْر ما أَنْعَم به على إبراهيم عليه السلام من الهِبَة بالوَلَد والحَفِيد، واصفًا إياهما بالصَّلاح، فقال: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾ [الأنبياء:72].



ووَصَف اللهُ تعالى يعقوبَ عليه السلام بما وَصَف به إبراهيم، وإسحاق عليهما السلام، من القُوَّة في طاعة الله، والبَصِيرة في دِيْنه، وبَيَّن سبحانه وتعالى أنه اخْتَصَّهم بخَصائص عَظيمة؛ حيث جَعَل ذِكْرى الدَّار الآخرة في قلوبهم، فعَمِلوا لها بطاعة الله تعالى، ودَعَوا الناسَ إليها، وذكَّروهم بها، وأَبان اللهُ تعالى أنه اخْتارهم لطاعته، واصْطفاهم لرسالته، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص:45 - 47 ].



وقال تعالى بعد أن ذكر عددًا من الأنبياء والمرسلين، وذكر ما امْتَنَّ به عليهم من الخِلال الكريمة، والشَّمائل الشَّريفة، وكان من هؤلاء المذكورين: موسى، وهارون عليهما السلام، وهما من ذُرِّيِّة يعقوب عليه السلام، وأَوْضَح سُبحانه وتعالى ما أَنْعَم به عليهم من الهِداية، والاصْطِفاء، وما اتَّصَفوا به من الخُشُوع والانْكِسار عند سماع آيات الله تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم:58].



وأَعْلَمَنا الله عز وجل بإتْمام نِعْمَته على نَبِيِّه يعقوب عليه السلام، وعلى آله؛ حيث ذكر الله تعالى قول يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام: ﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [يوسف:6].



وأَثْنى الله سبحانه وتعالى على يعقوب عليه السلام بالعِلْم الذي عَلَّمه إياه، فقال: ﴿ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف:68].



وقَصَّ اللهُ تعالى علينا صورًا من صَبْره الجَميل عليه السلام في القرآن، فقال تعالى حِكاية عنه عليه السلام، أنه قال لبَنِيه لما جاؤوا بقَميص أخيهم يوسف عليه السلام مُلَطَّخًا بالدماء، مُدَّعِيْن أن الذِّئب قد أكله: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف:18].



ولما رجعوا من مصر بدون أخيهم الصغير بنيامين، وذكروا لأبيهم أنه سرق، قال يعقوب عليه السلام: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف:83-84]، فقال له أبناؤه: ﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف:85] فقال لهم يعقوب عليه السلام: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86].



فإنه عليه السلام ما شكا بَثَّه، وحُزْنه إلى مَخْلوق، و إنما شكاه إلى الله تعالى وحده، والبَثُّ هو شدة الحُزْن، وإن وُقوع البُكاء، والحُزْن من غير صَوْت، ولا كلام مُحَرَّم لا يُنافِي الصَّبْر، والرِّضا، وهذا ما كان من يعقوب عليه السلام؛ فإن الله تعالى وَصَف ما اعْتَراه عليه السلام من الحُزْن؛ لفِراق يوسف وبنيامين، فقال سبحانه: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف:84]، قال قَتادَة: كَظِيم على الحُزْن، فلم يَقُل إلا خَيرًا.


أصل دين الأنبياء والرسل عليهم السلام جميعًا واحد هو الإسلام، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ﴾ [آل عمران:19]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».والإخوة من عَلَّات: هم أبناء الرجل الواحد من أمهات شَتَّى، والعَلَّات هُنَّ الضَّرائِر. والمراد: أن أصل دينهم واحد؛ وهو التوحيد، وإن اختلفت فُروع الشرائع، كما أن أولاد الضرائر من أب واحد، وأمهات شَتَّى، وليس المقصود بإيماننا بما أنزل على جميعهم أن نؤمن بجواز العمل بما أنزل عليهم من شرائع، ربما يكون بعض أحكامها أو كثير منها في عداد المنسوخ، فلكل أمة شرعة ومنهاجًا، كلننا نؤمن بما أنزل عليهم من دعوة للتوحيد، ونبذ الشرك، ونؤمن أن ما أنزله الله عليهم من الكتب والشرائع كان حقًا، مع علمنا بما طرأ على الكتب السابقة عبر الأعصار من تبديل وتحريف.

المراد بالوحي هنا جِنْس الوحي، وإلا فالمُوْحَى به يختلف من نبي لآخر، كما لا يخفى أن أنواع نزول الوحي على الأنبياء والرسل تختلف، وقد كان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على كيفيات مختلفة، مذكورة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين. ومن المفسرين من ذهب إلى كون المراد من الآية أن الله تعالى أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مثل الذي أوحاه إلى نوح عليه السلام، وغيره من الرسل، من التوحيد، والعدل، وغيرهما. انظر: التحرير والتنوير (6/31)، وتفسير السعدي (1/214).

أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص159)، ومن طريقه الطبري في تفسيره (16/218)، وابن أبي حاتم في تفسيره .



 توقيع : بنت الرافدين

https://www.raed.net/img?id=210166

روبي فديت اناملك ياروح اختك

رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها بنت الرافدين
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
طلب يا الغوالي طلبات التصميم للاعضاء 4 1120 08-10-2023 05:46 AM
نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم فتاوي شرعية 9 1137 05-22-2023 08:44 AM
من عجائب ما رأى الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ في... سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته للدين الإسلامي 6 1062 05-22-2023 08:43 AM
أنــــــا رجـــــــل أعــــــــــشق الجمــــــال قسم الشعر والخواطر المنقولة ~• 2 823 05-14-2023 06:38 AM
كتبت أحبك حبيبتي قسم الشعر والخواطر المنقولة ~• 2 921 05-14-2023 06:37 AM