وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا...
نمتلك مخزون هائِل من الخير...
كذلك ، نمتلك مستنقع كبير من الشر...
وعلينا بإثارة ومُداعبة نوازع الخير وتغذيتها " بإستعمالهِ "...
وإخمادّ هذا الكائِن الثرثار الذى يَوسوس دائماً بالشر " بِمُجاهدتهِ "...
هكذا نبدأ ، وهكذا تكون بِداية الفلاح والنجاح..
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا " الأمر مُنتهى ومفروغ منه
كما أنها جملة " تفيد التوكيد"،
لم يقل سبحانه !
" قد يُفّلَحَ مَن زكاها " ، لآنه ليس مع كلام الله توقعات ولا تخمينات
لكنها هنا " تفيد الشك "..
" حرف واحد كفيل بتغير حياتك "..
وصدقنى وعن تجارب أشخاص كثيرة أعرفها شخصياً ، أن
إلتزامك بهذه الآيه وصبرك على تفعيلها فى حياتك
سيكون بمثابة صاروخ أرض جو يخترق ويُفتتّ كل
مشاكلك بعون الله...
حتى لو كانت هناك بعض المشاكل أو بقّايآ منها
فإن نفسك ستتأقلم معها...
أقسم بِالذي خلقك فسواك فعدلك بأنه !
قد فاز ونال مبتغاه من زكّى نفسه بطاعة الرحمن ، وطهرها من
وَحلّ المعاصي بِمخالفة الشيطان .
وأنه !
قد خاب وخسر من أذلَّ نفسه وحقرها بالمعاصي، وأوقعها
بالشبهات وفتح عليها باباً كبيراً من المُهلِكات...
ولِتعلم ، أنه إذا كانَ هناك حرب عالمية بين الخير والشر
على أرض الواقع ، فَنفس الوضع يَحدث داخل كلاً منّا...
فالأولى بالصواريخ المرئية ،
والثانية بالوساوس الألعوبانية المخفية .
والغلَبّة للأكثر قوة وصلابة وتَحّمل...
فإذا كنت عجولاً ، تّعلم الصبر.
وإن كان نَفسكّ قصير ، تّعلم قوة التحمل والصّلابة.
وزنك كبير ، تدّرب وركِز على نسف هذا الوزن.
إن كنت لا تصلى ولا تقرأ القرءان ، فَالزم نفسك بهما.
وهكذا ، ما لا يُعجبكّ ، قم بإستبداله بالشيئ المُضّاد له...
إبدأ واستعِن بالله ولا تعجز ، ولا تعطى فرصة للشيطان بتضخيم الأمر عليك..