الكبـــــــرياء أنثــــــــــــى
الكبـــــــرياء ...أنثــــــــــــى
لك الرحمة يا والدي العزيز... فقد ألبستني منذ نعومة
أظافري أحلى وأثمن رداء.... رداءً أسمه الكبرياء ...
عانقته ... لازمته ...صهرته وصهرني ... سبحت إلى أعماقه ...
قطفت منه أحلى اللآلئ و المرجان ...شكلتها عقدا يزين جيدي ... بل سوارا منقوشا على معصمي ...و طاقة شبكتُها بشعري الطويل ...
فكانت التاج على رأسي ... لم تكن
قناعاتي صدفة .... لم يكن عنادي أيضا صدفة.... و لم تكن
الثورة المتفجرة بداخلي و من أعماقي أيضا صدفة ..
كبيرة هي أحلامي ...تائهة بين أفكاري وذكرياتي ... منسوجة من
حرير الكلمات ... منثورة بين الحقيقة والخيال ...
تَسَلَلَتَ لحياتي العطشى كصحراء اشتاقت لقطرة ماء ...
بل لقطرات الديمة ... كلماتي سكنت شفتاي تأبى المغادرة ... تأبى
الرحيل ... تأبى الهجر و التصريح لكن لا أتحمل الزيف
ولا الوجوه المستعارة ... لأني
أذكى ربما مما يُتوقع .. وأعلم أن المزج بين الحروف
والخلط بين المفاهيم لها نتيجة واحدة الكذب ...
فاللعب على إيقاع الإحساس ...
واحتراف التمثيل لا يعني أن العزف سيستمر برحلته
طويلا ...وأنّ المشاهد التي أجدتَ في تمثيلها سوف تخدش الصدق
وتتعدى على عالم الطيبة والصراحة … للأسف فقد انتهت
قبل أن تبدأ … وأُسْدِلَتُ ستارة النهاية …
... فكبريائي سطع من جديد ...ضمني إلى صدره ... عانقني ...
قبلني ... حتى شممتُ عطره ...تذوقتُ رحيقه ... وقفتُ وصرخت :
كبريائي انتظر لا تنوي الرحيل ... انتظر فلولا عبيرك لا قيمة
لحياتي ... ولا طاب الصهيل
|