منتدى حلب الشهباء

منتدى حلب الشهباء (http://r-oubi.com/vb/index.php)
-   نفحات اسلامية (http://r-oubi.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   كيف تنجو بنفسك من الفاحشة الأكبر (http://r-oubi.com/vb/showthread.php?t=10104)

مشاعر الشاعر 10-21-2024 07:38 PM

كيف تنجو بنفسك من الفاحشة الأكبر
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لا تجد تشريحًا نفسيًا للهوى وحب الشهوى في قلب ابن آدم كما شرحها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أشْكَلَ هذا الحديث على بعض الناس إذ كيف أنَّ الله سبحانه وتعالى يكتب على الإنسان الزنى ثمّ يُحاسِبُهُ عليه؟.

ولكن كيف ريحاسبنا الله عز وجل على الزنا، وقد كتب على كل إنسان نصيبه منها لامحالة، فالكتابة على الزنى أم على نصيبه من الزِّنى؟ فإن كانت الكتابة أن يزني فالحديث له إشكال، أما إذا كانت الكتابة على نصيبه فلا بدّ من أن ينال نصيبه من عقاب الزنى.

الإنسان مُخيَّر؛ يزني أو لا يزني، والحديث هنا على سبيل التحذير من الوقوع في مقدمات الزنا، والتي تبدأ بالنظر، لأنَّه لما قال أحد الأشخاص لسيِّدنا عمر: إنَّ الله قدَّر عليّ ذلك، قال عمر: أقيموا عليه الحدّ مرَّتَين ؛ مرَّة لأنَّه شرب الخمر، ومرَّة لأنَّه افترى على الله، قال له: وَيْحَكَ يا هذا، إنَّ الله لن يُخرِجْك من الاختيار إلى الاضطرار، قال تعالى:

﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾[سورة الأعراف : 28].

فالإنسان حينما يختار الزنى فإنَّه كُتِب عليه أن ينال نصيبه من عقوبة الزِّنى، إما زنى العين، أو زنى اللِّسان، أو زنى الأذن، أو زنى الفرج، عندها يكتب نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة.

مسير أم مخير؟

خلق الله الإنسان وعرفه الفرق بين الخير والشر، وقال: " ونفس وما سواها* فألهمهما فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها".

فإذا اختار المعْصِيَة حاسبه الله على اختياره، كما أنه يحاسب يُصلِّي أو لا يُصَلِّي، يُزَكِّي أو لا يُزَكِّي، يغضّ بصره أو يطلقه،فأنت مُخيَّر فيما كُلِّفْت به، أمرَكَ الله أن تصْدق، وأن تكون أمينًا، وأمركَ أن تُصَلِّي وتصوم، وأن تحجّ بيتَ الله الحرام، وأمركَ ان تُزكِّي، وتضبط جوارحك
فأنت مُخيَّر، فإذا اختار الإنسان المعصِيَة، حينها يصبح مسيَّرًا لِدَفْع ثمنها.

فالله تعالى لم يأمر بالفحشاء، ولم يكتب عليك الزِّنى، فالكتابة لا على فِعل الزِّنى ولكن على إدراك النَّصيب من عُقوبة الزِّنى، فلا بدّ من أن ينال الإنسان نصيبَهُ من عقوبة الزِّنى، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: منْ يزني يُزْنى بِه ولو بِجِدارِهِ إن كنتَ يا هذا لبيبًا فافْهَم ! قال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[سورة الأنعام : 129].

الصغيرة تجلب الكبيرة

للزنى درجات، فإطلاق البصر أحد درجات الزنى، والصغيرة تجلب الكبيرة، فأنت حينما تجالس امرأة لا تَحِلُّ لك هذا أحد أنواع الزنى، وأن تستمِعَ إلى ما يُثير شَهوة الجِنس؛ غناءً أو تكسُّرًا أو ما شـاكل ذلك هو نوع من أنواع الزنى، وأن تُصافِحَ امرأةً بِحَرارة هو نوع من الزنى، فالكلّ زنى ولكن بِدَرجات.

والمقدمات توحي بالنتائج، فأنت حينما تقدم على الصغيرة فلا شد أنك ستقع حتما في الكبيرة، فالإنسان إن أطْلق بصرهُ سيَدْفعُ الثَّمَن في بيتِه؛ خُصومة وعِناد ومشكلة لأنَّ الذي بنى بيته على طاعة الله يتولَّى الله التوفيق بين الزَّوجين، فإذا زاغَتْ عَيْن الرجُل دَفَعَ الثَّمن في بيتِه.

ألم يقل الإمام الشعراني: أعرف مقامي عند ربِّي من أخلاق زوجتي ! فإن غضَضْت البصر عما لا يحلّ لك أوْرثك الله حلاوةً في قلبك وفي بيتك إلى يوم تلقاه، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:(( قَدْ يَئِسَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُسْلِمُونَ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ )).

الابتعاد عن الكبائر :

قال الله عز وجل في سورة الفرقان: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ "، ولا يزنون هنا هذه أبلغ ألف مرَّة من أن ينهانا الله عز وجل عن الزنى، لأنّه ليس من شأن المؤمن أن يزني لا بِعَينيه ولا بأُذنه ولا بلسانه ولا بِفَرجِهِ، والإنسان قبل أن يرتكب الكبائر هو بِخَيرٍ شديد، قال تعالى:﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[سورة النساء : 31].

براءةقلب 10-23-2024 07:09 PM

رد: كيف تنجو بنفسك من الفاحشة الأكبر
 
جزاك الله خيرا على ماطرح
وفقنا الله وإياكم إلى كل مايحب ويرضى
دمتم بحفظ الرحمن

ورد 10-26-2024 10:32 AM

رد: كيف تنجو بنفسك من الفاحشة الأكبر
 
جزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة
وجعلكم من أهل الفردوس الأعلى

مشاعر الشاعر 10-28-2024 02:23 PM

رد: كيف تنجو بنفسك من الفاحشة الأكبر
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
ربي يوفقك ان شاء الله


كل ماينشر في الموقع لا يمثل الإدارة باي شيء وإنما يمثل صاحبه أو صاحبته

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون