ليت نوافذنا تطل على أمسنا ..
تعيد لنا تفاصيل الذين عبروا ..
عبروا هذا العمر بعد ضجيجهم بصمت...
كأنهم لم يكونوا لهذا العمر يوما أمنية ...
عبروا كأننا لم نرفع ايادينا للسماء نستجدي لهم الفرح والأمنيات..
كأننا لم نرسلهم من فوق سجادات صلواتنا في الدعاء حلم وأمنية ...
كأننا لم نمر ديارهم شوقا ..
كأننا لم نبتل تحت المطر حنينا ..
عبروا كأن ليالي هذا العمر لم تمتلىء بتفاصيلهم ..
كأن الهواتف لم تمنحنا فرحة اصواتهم ..

كأننا لم نتجول في الاسواق ننتقي هدايا مناسباتهم .
عبروا كأننا لم ننزف اجمل العمر في ترقب وعودهم ..
في انتظار مطر الفرح من سماء حكاياتهم ....
كأننا لم نرهن فرحتنا على وميض مسج منهم .. على رنة هاتف تبشر عنهم ..
عبروا كأننا لم نبكيهم فوق الوسائد ،..لم نبكيهم امام المرايا ..تحت الماء ..
عبروا كأن لياليهم وهم ..ومكالماتهم وهم ..
ومسجاتهم وهم ..ومحادثاتهم وهم
عبروا ... كأننا لم نجمع حبات المطر كي نمنحهم الفرح ..
لم ننسج في حكاياتهم الصوف كي نمنحهم الدفء ..ل

م نتجرد من حقوقنا كي نوفر واجباتهم ...
كأننا لم نمتلىء بالقلق عليهم ....!
لم نتضخم بالاستفسارات في غيابهم ..
لم ترتجف ارواحنا خوفا من فقدانهم..
عبروا ..
كأن امرنا لم يهمهم يوماً ..
وكأن امرهم ماكان شغلنا الشاغل عمراً