المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلالة لفظ القهار


عبير الليل
02-22-2024, 02:41 AM
من معاني اسم الله (القهار):
ـ "القهار" صيغة مبالغة، قال البيهقي في كتابه "الاعتقاد والهداية":
"القهَّار هو القاهر على المبالغة، وهو القادر..
وقيل هو الذي قهر الخلق على ما أراد".
ـ و"القهار" هو الذي يدبّر خلقه بما يريد، فلا يستطيع أحد ردّ تدبيره
والخروج من تحت قهره وتقديره، وهو الذي أسلم وخضع له كل ما في الكون
، قال الله تعالى:
{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}(آل عمران:83)
ـ "القهار" عز وجل: يَقْهَر ولا يُقهَر، وهو الذي قهر الخلق كلهم بالموت،
فلا يستطيع أحد من رده أو دفعه عن نفسه، قال الله تعالى:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ
رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ
الْحَاسِبِينَ}(الأنعام: 61-62).
قال ابن كثير: "أي: هو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه
كل شيء". وقال السعدي: "نفذ فيهم إرادته الشاملة، ومشيئته العامة
، فليسوا يملكون من الأمر شيئا،
ولا يتحركون ولا يسكنون إلا بإذنه.. فإذا كان تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير،
وهو القاهر فوق عباده، وقد اعتنى بهم كل الاعتناء في جميع أحوالهم،
وهو الذي له الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي،
فأين للمشركين العدولُ عن من هذا وصفه ونعته إلى عبادة من ليس له
من الأمر شيء، ولا عنده مثقال ذرة من النفع، ولا له قدرة وإرادة؟".
وقال الخطابي: "القهار هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة،
وقهر الخلق كلهم بالموت". وقال الزجَّاج: "قهر المعاندين بما أقام من الآيات
والدلالات على وحدانيته، وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه، وقهر الخلق كلهم
بالموت". وقال السعدي في تفسيره: "القهار لجميع العالم العلوي والسفلي،
القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته وكمال اقتداره".
وقال الْحَلِيمِيُّ: "الَّذِي يَقْهَرُ وَلا يُقْهَرُ بِحَال"،
وقال ابن الأثير: "القاهر هو الغالب جميع الخلق".
ـ والله هو القهار المستحق للعبادة والألوهية، وما سواه من الآلهة
فإنما هي مخلوقات عاجزة مقهورة، لا تملك أن ترد الضر عن نفسها
فكيف تقهر غيرها،
وبهذا قال نبي الله يوسف لمن كان معه في السجن:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ}(يوسف:39).
قال السعدي:
"أي: أرباب عاجزة ضعيفة لا تنفع ولا تضر، ولا تعطي ولا تمنع،
وهي متفرقة ما بين أشجار وأحجار وملائكة وأموات،
وغير ذلك من أنواع المعبودات التي يتخذها المشركون
، أتلك {خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ} الذي له صفات الكمال، {الْوَاحِدُ} في ذاته وصفاته وأفعاله
فلا شريك له في شيء من ذلك. {الْقَهَّارُ} الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه".

ـ و"القهار" سبحانه هو الذي يقهر الظلمة و الجبابرة والمتكبرين في الأرض،
فقد أهلك قوم نوح وهود وثمود، وقهر فرعون وهامان،
فإذا وقع على مؤمن ظلم وقهْر من ظالم، فإنه يعلم أن هذا لحكمة يريدها الله،
ولو شاء الله عز وجل أن يُعَجِّل وينتقم من الظالمين لكان،
لكنه سبحانه يؤخرهم لوقت قدَّره سبحانه لحكمة يريدها، قال الله تعالى:
{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ *
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ
وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *
هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
قال السعدي: "والله تعالى لا يعجزه شيء فإنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}
أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته ولا يعجزه".
وصفة القهر لا يناسب العبد أن يتصف بها، أو بشيء منها،
فهي في حق العبد مذمومة لقيامها على الظلم والطغيان،
والتسلط على الضعفاء والفقراء،
كما قال الله تعالى حاكيا عن فرعون: {قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ
وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}(الأعراف:127).

وحظ المؤمن من اسم الله (القهار) يكون بالخضوع والذل والانقياد لله تبارك وتعالى،
وأن يدعو اللهَ تعالى باسمه "القهار"،
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تقلَّب من الليل قال:
(لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)

خالد الشاعر
02-23-2024, 05:17 AM
جزاكي الله خير الجزاء
ربي يجعله بميزان حسناتكِ
لكى خالص تحياتى
خ ـالد الشاعر

تاج النساء
02-23-2024, 01:16 PM
جزاكي الله خيرا ونفع بكي الأمة الإسلامية
بارك الله فيكي وفي ميزان حسناتك
الله يعطيكي الف العافية
على هذا الموضوع المميز
معلومات مفيدة جدا
ننتظر جديدك المميز
ودي وتقديري واحترامي واعجابي وتقيمي ونجومي

AL-PRINCE
03-06-2024, 06:43 PM
.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif