تاريخ العراق القديم/اكذوبة حلم نبوخذنصر في كتب اليهود
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اكذوبة حلم نبوخذنصر
••••••••••••••••••••••••
في كتب اليهو د ، وتحديداً في سفر دانيال ، هناك قصة عن حلم الملك نبوخذنصر الذي ارهقه واقلق راحته.
(فقد حلم نبوخذنصر بتمثال عظيم مهول ، راسه من الذهب و صدره وذراعاه من الفضة وبطنه و فخذاه من النحاس و ساقاه من حديد وقدماه خليط من الحديد والخزف ..
و فجاة يضرب حجر لم تقطعه يد انسان ذلك التمثال و يحيله الى كومة من الحطام و يتجمع بعدها هذا الحجر و يشكل جبلاً كبيرا يملأ الارض كلها)
استدعى نبوخذنصر حكماء بابل و جميع العرافين و المنجمين و امرهم ان يخبروه بماذا حلم وتفسير ذلك الحلم!
لكن احداً لم يستطع معرفة ماذا حلم الملك وبالتالي لم يستطيعوا تفسير شئ ، و كانوا جميعهم عاجزين
و هذا ما اغضب الملك نبوخذنصر فأمر بقتلهم جميعاً.
ثم جاء قائد الحرس واخبر الملك نبوخذنصر ان هناك رجلاً من سبي يهوذا و هو قادر ان ينبئ الملك بالحلم و تفسيره و كان ذلك الشخص هو النبي دانيال
اليهو دي الذي جيئ به الى بابل و قرر ان يفسر الحلم للملك نبوخذنصر و طلب من الملك ان يبقي على حياة جميع العرافين و المنجمين ولا يقتلهم
و قد استطاع دانيال ان يقص الحلم الذي راه نبوخذنصر في منامه حرفياً و ايضاً استطاع تفسير ذلك الحلم للملك نبوخذنصر قائلاً :
(ان فترة حكم نبوخذنصر تمثل الفترة الذهبية اي راس التمثال المصنوع من الذهب وبعده تاتي فترات حكم ممالك اخرى اقل قوة و شأنا و اقل ازدهارا ، لكن في النهاية يبيدها الله جميعها وينشأ مملكته التي لا تُفنى الى الابد) !
حينئذ انطرح نبوخذنصر على وجهه و سجد لدانيال وقال له :
"حقاً ان الهكم هو اله الالهة و رب الملوك و كاشف الاسرار لانك استطعت اعلان هذا السر"
و بعد هذه الحادثة ، وهب نبوخذنصر النبي دانيال عطايا كثيرة و سلّطه على كل ولاية بابل و جعله يقيم معه في القصر!
#الحقيقة : لا وجود لهذه القصة الا في كتب اليهو د فقط (سفر دانيال) و التي كُتبت في عهد الملك الفارسي كورش عند احتلاله لمدينة بابل ، ولم يجد الباحثين وعلماء الاثار اي لوح يحمل قصة هذا الحلم ، ولا وجود لهذا الحلم في كتب المؤرخين .. ولو حدث ذلك الامر فعلا و وفقا لتلك التفاصيل لجعل الملك نبوخذنصر ديانة مدينة بابل "اليهو دية" و لانتشرت تلك الديانة في انحاء البلاد و ما يجاورها!
لكن للاسف حاول اليهو د بشتى الطرق تشويه سيرة الملك نبوخذنصر و طمس شخصيته تاريخيا و الحط من منزلته الدينية باسلوب ملتوي يحمل خبثاً عميقاً بدس السم بالعسل ، خاصة عندما امر جميع حكماء بابل ان يخبروه ماذا كان الحلم بالتفصيل و الا سيقتلهم جميعا !
بينما عُرف عن الملك نبوخذنصر تواضعه وهو صاحب المقولة الشهيرة
"الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس"
اضافة الى فبركة اليهو د في كتبهم لقصة موت نبوخذنصر اذ ادّعوا اصابة الملك نبوخذنصر بجنون الاستذئاب .. و هذا الامر قد تم نفيه من قبل علماء الاثار و المختصين بالتاريخ ، لعدم وجود اي ادلة عليه بشكل مطلق !
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي