الموضوع
:
معركة فتح الديبل والسند
عرض مشاركة واحدة
a
#
1
01-31-2025
أوسمتي
عضويتي
»
210
اشراقتي ♡
»
Aug 2024
كُنت هنا
»
منذ 2 يوم (10:13 AM)
موآضيعي
»
آبدآعاتي
»
4,994
تقييمآتي
»
3460
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
حالتي الآن
»
آلقسم آلمفضل
»
آلعمر
»
اقل من 16 سنة طفل
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط ♔
مُتنفسي هنا
»
التقييم
»
مَزآجِي
»
آوسِمتي
»
معركة فتح الديبل والسند
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان أرسل ملك جزيرة الياقوت ( سرانديب * سيلان) سفينة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين* محملة بالتحف والهدايا من الدر والياقوت والجواهر الثمينة والعبيد* مع نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن* وكانوا تجــاراً * فأراد التقرب بهن إلى قطب العالم آنذاك ومحوره الخليفـة الأمـوي
.
حيث أرسل إلى دار الخـلافة بدمشـق بالإضـافة إلى ما سبق تحفاً وطــرائف لا مثيل لها * كما كان هدف النســاء المسلمات زيارة الكعبة المشرفة * وهبت رياح عاتية فقذفت بالسفينة إلى سواحل ( الديبل ) – بلدة على ساحل ماء السند تبعد 50 كم جنوب شرق ( كرا تشي ) – حيث كان يقطـنهـا مجموعة من القراصنة فهاجموا السفينة * وقتلوا بعض ركابها وبحارتها * وأخذوا الباقين من النساء والرجال والأطفال أسرى * كما سلبوا جميع التحف والأموال* فصـاحت امرأة من بين الأسرى : يا حجاج يا حجاج أغثني أغثني * وفر بعض النـاس والتجـار من الذين كانوا على متن السفينة * وجاء بعضهم إلى الحجاج وذكروا له ما حدث * مع استغاثة تلك المرأة به فقال : لبيك لبيك
.
فكتب الحجاج إلى داهر بن صصة ملك السند بإرجاع النساء والتحف إلى دار الخلافة *فرد عليه داهر : إن هذه الطائفة مجموعة من اللصوص والخارجين عن سلطتنا * وهم أشـرار أقوياء * لا يستطيع أحد ملاحقتهم والتغلب عليهم
.
فكتب الحجاج رسالة إلى الخليفة يطلب فيها الإذن بغزو السند والهند * ولكن الوليد لم يأذن له فكرر الحجاج طلبه حتى وافق الخليفة * فأرسل الحجاج عبد الله بن نبهان السلمي لفتح الديبل فاستشهد * ثم أرسل بديل بن طهفة البجلي بثلاثة آلاف فاستشهد * فحـزن الحجـاج حتى قال لمؤذنه : يا مؤذن اذكر اسم بديل كلما أقمت الأذان * لأتذكره وآخذ بثأره
.
واستأذن الحجاج الخليفة في إرسال جيش كبير ومنظم لغزو السند فوافق* فعين الحجاج محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً * وطلب من الخليفة ستة آلاف مقاتل من أشراف الشام وأبنائهم فجاءه العدد الذي طلبه
.
ووصى الحجاج محمد بن القاسم قائلاً : اخرج عن طريق ( شيراز) * واطو المنازل واحداً تلو الآخر* حتى يأخذ منك الغضب مأخذاً شديداً . وجهز الحجاج الجيش بكل ما احتاج إليه حتى الخيوط والقطن المحلوج * وسير محمد بن القاسم * وأمره أن يقيم بمدينة شيراز من أرض فارس كي يلتحق به جند الشام والعراق * فتحرك * فلما وصـل شـيراز عسكر بظاهرها
.
وأمر الحجاج بجمع ما هو موجود من المنجنيقات والسهـام والرماح ووضعها في السـفن الحربية * وعين علها قائدين من خيرة القواد * وكتب إلى محمد بن القاسم أن ينتظر وصـول السفن إلى الديبل* وبعد استكمال الاستعدادات في شيزر ووصول ستة آلاف فارس وثلاثة آلاف بعير لحمل الأثقال والعتاد انطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق حتى وصل (مكران) * فأقام بها أياماً * ثم توجـه منها إلى (فنزبور) * ثم إلى (أرمائيـل) * وهناك وصلت السفن
.
ونزل ابن القاسم بعد ذلك في سواد الديبل * وحفر الخـنادق * ورفع الرايات والأعـلام * ونصب المنجنيقات * ونصب منجنيقاً يعرف بالعروس كان يعمل لتشغيله خمسـمائة رجل * وكان في وسط الديبل معبد كبير للأصنام تتوسطه قبة عالية ترفرف عليها راية خضـراء * وكان ارتفاع المعبد أربعين ذراعاً وسعة القبة أربعون ذراعاً وارتفاع الراية مثلها وكان للراية أربعة ألسن تتطاير في الهواء * ودعا ابن القاسم أمير جـند منجـنيق العروس وقال له : إذا أمكنك أن تكسر رأس معبد الأصنام هذا وعمود الراية التي ترفرف فوقه أعطيتك عشرة آلاف درهم
.
وفي اليوم المحدد للقتال بدأ أمير المنجنيق الرمي * وطارت راية المعبد وبعض قاعدته * ثم رمى الحجر الثاني فأصاب قبة المعبد فانهارت تماماً * وفي الحجر الثالث أصبح أنقاضاً مع الأرض سواء * ثم قرعت الطبـول في الديبل* وبدأ هجوم الجيش هجـمة واحدة * وثلم المنجنيق سور الديبل فوصل المجاهدون إلى أعلى السور وأبراجه * ثم فتح أهل الديبل أبواب مدينتهم وطلبوا الأمان * فدخلها ابن القاسم واستباحها ثلاثة أيام * وتوجه إلى السـجن الذي ضم الأسرى المسلمين فحررهم ووضع بدلاً عنهم مجموعة من قراصنة الديبل
.
ثم توجه ابن القاسم إلى فتح ( نيرون ) – وموقعها الآن حيدرآباد - عبر مياه السند في ستة أيام * وحينما وصلها أرسل حاكمها رسولين محملين بالغذاء والأعلاف * وفتح لابن القاسم باب المدينة * وأخذ يبيع ويشتري البضائع مع جيش المسلمين * ودخل ابن القاسم المدينة * وهدم معبد الأوثان * وبنى مكانه مسجداً * ثم سار إلى حصن ( سيوستان ) المدينة المحصنة المرتفعة * وأراد أهل المدينة الأمان ولكن حاكم المدينة رفض بشدة واستعد للحرب * ونصب ابن القاسم المنجنيقات وبدأ الحصار * وحينما تيقن حاكم المـدينة من الهزيمة وضاق ذرعاً بالحصار فر ليلاً ففتحت المدينة أبوابها
.
ثم سار ابن القاسم نحو حصن (سيويس) وفتحه * ثم عاد إلى نيرون * واتخذ قراره بعبـور نهر مهران للقاء داهر ملك السند * وأرسل رسولين له لدعوته للطاعة فرفض * وعندئذ تخير ابن القاسم أفضل معابر النهر وهيأ السفن لذلك * وخلال هذه المراسلات والاستعدادات التي استمرت خمسين يوماً نفدت أرزاق المسلمين * وقلت أعلاف الخيل والدواب * ونفق عدد من الخيل بعد إصابتها بالجذام * واشتكى الجيش من قلة الغذاء * فاضطر الجند إلى أكل لحوم الخيل المريضة * فكتب ابن القاسم رسالة للحجاج بالأوضاع فأرسل له الحجاج ألفي حصان ملكاً للمجاهدين وليست عارية مسترجعة
.
ثم تجول ابن القاسم ليرى أفضل وأضيق مكان للعبور على نهر مهران* ثم أمر بإحضـار السفن وربط بعضها ببعض ليصنع منها جسراً للعبور * وتقدمت جماعة من جند داهر وقادته ليمنعوا ابن القاسم من ربط أجزاء النهر * ولما وصلت طلائع السفن على مقربة من الساحل الشرقي بدأ المقاتلون المسلمون برمي السهام والرماح بكثافة * مما أدى لتراجع قوات داهر مما سهل عبور الجيش المسلم * وفر جند داهر * وسار ابن القاسم إلى منطقة (جيور) * ونزل بجيشه على مقربة من نهر ( ددهاواه ) * والتحم الجمعان من بداية الصباح وحتى المساء ثم تراجع كل إلى موضعه * وكان عدد الفيلة ستين فيلاً وقيل مائة* وكان داهر على أكبرها * وقد عملت في المسلمين الأفاعيل
.
وظل الحال هكذا خمسة أيام * وفي اليوم السادس غير الجيشان تنظيم صفوفهما * وفي اليوم السابع شجع ابن القاسم رجاله وحرضهم على القتال * وبدأت سهام المسلمين المشتعلة بالنار تتساقط على هودج داهر* ورمى أحد الرماة بسهمه فأصاب قلب الهودج وأشعل فيه النار* فعاد جيش داهر بفيله إلى الوراء وقد اشتعل بالنيران وسقط معه في الماء* وعندها وصل الفرسان المسلمون إليه وقد تشردم جيشه من حوله وحلت به الهـزيمة * وحـاول داهر الخروج من الماء فصوب إليه أحد الرماة المسلمين المهرة سهماً فأصابه ولكنه تحامل على نفسه وتمكن من الظهور من الماء * فتقدم منه عمرو بن خالد الكلابي فعلاه بسيفه وضرب به رأس داهر فشقه نصفين حتى الرقبة * وتتبع المسلمون فلول جيش داهر المقتول حتى حصن ( راؤر ) ففتحوه * ثم فتح ابن القاسم مدين ( دهليله ) * ثم توجه إلى ( برهمناباذ) ففتحها وأعطى أهلها الأمان الذي طلبوه * وفرض الجزية على من لم يسلم * ثم عين البراهمة في المناصب التي تناسبهم وخصص لهم المال * وأجلسهم في المحافل في الأماكن التي كانت مخصصة لأمراء الهند وملوكها * وأعطى لعوام الناس الأمان في ممارسة طقوسهم الدينية
.
ثم واصل محمد بن القاسم جهاده ففتح العديد من المدن بعضها صلحاً وبعضها عنوة * وكان أهمها مدينة ( ملتان ) - وهي أعظم مدن السند الأعلى وأقوى حصونه
-
فامتنعت عليهم شهوراً نفدت خلالها مؤنتهم فطعموا الحمر حتى أتاهم رجل مستأمن دلهم على مدخل الماء الذي يشرب منه السكان فقطعوه عليهم * وقاتل الهنود المسلمين قتالاً شديداً استمر سبعة أيام اقتحم المسلمون الأسوار من بعدها وفتحوا الملتان * وكان في كل مدينة يفتحها يبني المساجد والمنابر * حتى وصلت فتوحاته إلى حدود كشمير * واستطاع أن يخضع السند لحكم الخلافة الإسلامية في مدة لم تتجاوز ثلاث سنين فقط
.
وأصاب محمد مالاً كثيراً وعظمت فتوحاته * فراجع الحجاج حساب نفقاته على هذه الحملة فكانت ستين ألف ألف درهم * فحمل إليه محمد ابن القاسم ضعف هذا المبلغ * فقال الحجاج : ( شفينا غيظنا * وأدركنا ثأرنا * وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر
) .
لقد أنجز محمد بن القاسم الثقفي هذا الفتح كله بين سنة تسع وثمانين وسنة أربع وتسعين للهجرة * فأي عظمة في هذا القائد * وأي عظمة في هؤلاء الجند الفاتحين * وأي سر في هذا الدين العظيم
.
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
اخر 5 مواضيع التي كتبها ناطق العبيدي
المواضيع
المنتدى
اخر مشاركة
عدد الردود
عدد المشاهدات
تاريخ اخر مشاركة
الباستا بالجبن والدجاج
مطبخ رمضاني ~•
0
104
03-09-2025
02:03 PM
طريقة عمل القطر للقطايف
مطبخ رمضاني ~•
0
53
03-09-2025
02:01 PM
وصفات سحور سريعة وصحية للأطفال
مطبخ رمضاني ~•
0
60
03-09-2025
01:59 PM
لعل الخير يكمن في الشر
اوراق مبعثرة
2
113
03-09-2025
01:54 PM
البذل والإحسان في شهر الصيام
الخيمة الرمضانية~•
1
164
03-09-2025
01:52 PM
زيارات الملف الشخصي :
9787
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 24.59 يوميا
ناطق العبيدي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ناطق العبيدي